الاستغفار ليس مجرد فعل عبادي، بل هو مفتاح حياة القلب ونوره. فهو سبب من أسباب رحمة الله، كما قال تعالى: "لولا تستغفرون الله لعلكم ترحمون" (النمل: 46). وقد أكد بعض السلف أن الاستغفار هو سبب لرحمة الله، حيث قالوا: "ما ألهم الله سبحانه عبداً الاستغفار وهو يريد أن يعذبه".
الاستغفار جزء من ذكر الله، والذكر هو ما يحيي القلوب. يقول ابن القيم رحمه الله: "الذكر يثمر حياة القلب". فباستغفارنا، نستعيد حياة قلوبنا ونورها.
كما أن الاستغفار دواء للقلب من الذنب، الذي هو أساس كل بلية. كما قال قتادة: "إن القرآن يدلّكم على دواؤكم ودائكم، أما داءكم فذنوبكم، وأما دواؤكم فالإستغفار". فباستغفارنا، نطهر قلوبنا من الرين والوسخ، ونزيل الغفلة والسهو.
وفي الحديث الشريف، روى مسلم (2702) عن الأغر المزني رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إنه ليغين على قلبي، وإنني لأستغفر الله في اليوم مائة مرة". فاستغفار النبي صلى الله عليه وسلم دليل على أهمية الاستغفار في حياة القلب.
وفي رواية أخرى، روى أحمد (8792)، والترمذي (3334) عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن المؤمن إذا أذنَب كَانَتْ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ فِي قَلْبِهِ، فَإِنْ تَابَ وَنَزَعَ وَاسْتَغْفَرَ صُقِلَ قَلْبُهُ، وَإِنْ زَادَ زَادَتْ حَتَّى يَعْلُوَ قَلْبَهُ، فَذَاكَ الرَّيْنُ الَّذِي ذَكَرَ اللَّهُ عز وجل في القرآن [ كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون ]".
فباستغفارنا، نعود إلى قلبنا حياته وبياضه الذي قد يكون فقد شيئا منه بسبب الذنوب. فالاستغفار هو طريق العودة إلى الله وإذهاب الران عن القلب.