- صاحب المنشور: عبد الحق النجاري
ملخص النقاش:
مع تزايد الضغوط على الكرة الأرضية بسبب الأنشطة البشرية، يكتسب دور التقنيات الناشئة مثل الذكاء الاصطناعي (AI) والتعلم الآلي أهمية متزايدة. يمكن لتلك الأدوات الرقمية تقديم حلول مبتكرة لمجموعة واسعة من المشكلات البيئية الحالية، بدءًا من تحليل البيانات المتعلقة بتغير المناخ وحتى تطوير تقنيات جديدة للطاقة الخضراء. إلا أنه جنباً إلى جنب مع هذه الإمكانات الهائلة، هناك أيضا مجموعة من التحديات التي ينبغي أخذها بعين الاعتبار.
الإيجابيات المحتملة:
- تحليل وتوقع ظواهر مناخية: يستطيع الذكاء الاصطناعي التعامل مع كمّ هائل من البيانات الجوية التاريخية والواقعية لإنشاء نماذج دقيقة للغاية حول كيفية مساهمة مختلف العوامل - بدءاً من الانبعاثات الصناعية وانتهاء بالتغيرات الزراعية - في تغير المناخ العالمي. هذا يوفر رؤى قيمة للمخططين الذين يسعون لإعادة تشكيل الاقتصاد بطريقة أكثر استدامة وصديقة للبيئة.
- إدارة واستخدام موارد الطاقة بكفاءة أكبر: يمكن لأجهزة الاستشعار والأدوات الأخرى المدعومة بالذكاء الاصطناعي مراقبة استخدام الطاقة عبر الشبكات الكهربائية وضبطها مباشرةً، مما يؤدي إلى توفير كبير للحمولات غير الضرورية وإلى زيادة كفاءتها العامة. بالإضافة لذلك، يمكن للأتمتة المدعومة بالذكاء الاصطناعي أيضا تحسين إنتاج الطاقات المتجددة عن طريق تخصيص وقت التشغيل الأمثل لكل توربين رياح أو لوحة شمسية بناءً على الظروف المحلية المتغيرة باستمرار.
- التطور المستقبلي للتكنولوجيا الخضراء: يعمل الباحثون بالفعل على تصميم مواد جديدة ذات خصائص بيو-مستدامة وشبيهة بالإنسان باستخدام خوارزميات تعلم عميقة تعلم نفسها بنفسها. ولعل واحدة من أعظم فوائد التعلم الآلي هنا هي قدرته على تبادل المعرفة بين مجالات البحث العلمي المختلفة بسرعة كبيرة وبشكل تعاوني، مما يحسن دورة الابتكار بأسرع مما كان يحدث سابقا بمراحل عديدة.
السلبيات والتحديات المحتملة:
- أثر انبعاثات البيانات: كما هو الحال مع كل تكنولوجيا رقمية أخرى، فإن تدريب الذكاء الاصطناعي يتطلب قدراً هائلاً من القوى الحاسوبية وقد يؤدي ذلك إلى زيادات كبيرة في استهلاك الطاقة الذي قد يقابل بعض الفوائد البيئية التي يتم تحقيقها بواسطة تلك التطبيقات ذاته! وعلى الرغم من وجود جهود مستمرة لتحقيق "الحياد البيئي" في مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي، إلا أنها تتطلب الكثير من الوقت والجهد حتى تصبح عادة مطبقة عالمياً.
- القضايا الأخلاقية الأخلاقية: عند تطبيق الذكاء الاصطناعي لحل مسائل بيئية حساسة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، يصبح الأمر ضروريا التأكد من عدم تضمين أي مفاهيم متحيزة بهذه الحلول؛ فقد تؤثر الأحكام المبنية علي التجارب الإنسانية الماضية تأثيرا سلبيا إذا كانت مبنية على اختيارات تميل نحو مصالح جماعات اجتماعية معينة دون اعتبار للعواقب طويلة المدى لهذه القرارات بالنسبة لكوكب الأرض نفسه وكل سكان العالم الحالي والمستقبل.
- الإعداد التقني: بينما تمتاز أدوات الذكاء الاصطناعي بأنها قادرة حقا على تغيير اللعبة فيما يتعلق بحلول مشاكل بيئية مختلفة، إلا أنه ليس جميع المنظمات لديها القدرة المالية والفنية اللازمة لدعم اعتمادهم لها ضمن عملياتهم اليومية بشكل فعال وكفؤ وكافي لاستخلاص غرضٍ منها. وهذا يعني أنه ربما لن تكون هذه الفرصة متاحة إلا لمنظومات محدودة ضمن نطاق مجتمع دولي متنوع اقتصاديا وثقافيا وجغرافياً، وهو أمر مثير للقلق خاصّة لدى الدول الفقيرة حيث تحتاج بشدة إلى اتخاذ إجراءات فعالة ضد مخاطر تغير المناخ ولكن بدون الوصول إلى دعم سياسي وتمويل حكوميين مناسبين ولازمتَيْهما الأساسيتان هما التعليم المهني والمعرفة التقنية والتي