الحمد لله، ورد عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنها تعلمتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم دعوة جامعة تشمل طلب كل خير وعافية من جميع أنواع الشر والحماية منهم. يقول فيها الشخص: "اللهم إني أسألك من الخير كلّه عاجله وآجله ما علمت منه وما لم أعلم". كما يعوذ بالله من كل شر عاجل وآجل مما يعرف ومن المجهول. بالإضافة إلى ذلك، يطلب المرء دخول الجنة وكل الأعمال الصالحة المقربة لها، ويبعد نفسه عن النار وتجنب المعاصي التي تقربه منها.
هذه الدعوة تعتبر واحدة من أوسع الأدعية شمولاً وفقاً لما ذكره العلماء. إنها تجمع بين الطلبات العامة لكل نوع جيد، والتوجهات الوقائية ضد أي نوع من الضرر المحتمل. تشمل أيضاً طلب دخول الجنة والممارسات الروحية المقدسة المتعلقة بذلك، وتتضمن الدفاع ضد جهنم وعدم الانزلاق نحو الخطايا الخطيرة.
وقد نقل بعض العلماء، مثل الإمام ابن حجر رحمه الله، أن عبدالله بن مسعود رضوان الله عليه كان يشجع الناس على استخدام هذه الدعوة بشكل خاص عقب التشهد خلال الصلاة. وكان يقصد أنه بإتمام هذه الدعوة، يكون الفرد قد تناول كافة جوانب الحياة المستقبلية سواء كانت جيدة أو سيئة، وبالتالي فهو ليس بحاجة لإضافة المزيد للتعبير عن حاجاته الخاصة. ومع ذلك، يمكن للمؤمن توسيع دائرة ادعائه بتنوع الأدعية الأخرى حسب القدرة والفهم، بشرط عدم التنكر لهذه الدعوة الواسعة والعميقة.
ومن الجدير بالملاحظة أن العديد من الأدعية النبوية الأخرى تعد أيضاً جامعات ومثمرة للغاية عند الاستخدام. ولكن بالنسبة لأولئك الذين لديهم تحديات في الحفظ بسبب عوامل مختلفة، تبقى هذه الدعاء الخيار الأمثل نظرا لقوتها وكفاءتها. وفي النهاية، يسعى المسلمين دائمًا لتطوير علاقة أقرب وأعمق بالإسلام عبر تعزيز فهمهم للتعاليم الدينية واستخدام وسائل التواصل الروحي الهامة مثل الصلاة والذكر والتقرب إلى الله عز وجل.