حدث كبير ومفاجىء سيغير كل شيء
في الشرق الأوسط وشرق أوروبا أيضاً.
كيف يبدو المشهد الاستراتيجي بعد قرار بايدن؟ وكيف ينعكس ذلك على لبنان؟
الصورة معقدة جداً لكنها صافية، وخيوطها متشابكة لكنّها ملونة بصباغ المصالح المختلفة، ويمكن تبيّنها.
1
الضرب تحت الحزام بين ترامب والديموقراطيين/والدولة العميقة بدأ بوتيرةٍ عالية.
إذ يبدو أن إدارة بايدن قررت إغراق ولاية ترامب الثانية في بحرٍ من الدماء، تمهيداً لاستكمال ذلك بمواجهة مشتعلة في الداخل. فما القضية؟
??
2
المعلومات الواردة حول إعطاء بايدن قرار السماح لأوكرانيا بضرب العمق الروسي بصواريخ بعيدة المدى خطرٌ للغاية.
إنها وصفة تفجير العالم بوجه ترامب. عملية تفخيخ الساحة تمت خلال الأسابيع الفائتة من خلال ترويج معلوماتٍ مكثفة حول مشاركة كوريا الشمالية في القتال إلى جانب روسيا في أوكرانيا.
ثم بعد أن تشرب العالم مواد الحرب الإعلامية، أصبح جاهزاً لتقبل الرد الأميركي، وهو خطوةٌ كبيرة باتجاه مواجهةٍ نووية بين روسيا والغرب.
فما أبعاد هذا القرار في الداخل والخارج؟
??
3
يضع القرار ترامب وبوتين (الراغبين بوقف الحرب) أمام خياراتٍ سيئة، فإما يصل ترامب إلى البيت الأبيض فيجد الحرب مندلعةً بالفعل، ما يمنعه من إيقافها بعد التطورات الأولى التي يتوقع أن تكون مجنونة، أو أن يتراجع عن مشروع وقف الحرب، وإدارة سياسة شبيهة بسياسة بايدن تجاه أوكرانيا، أو أنه سيواجه احتمالاتٍ أكثر سوءاً تتعلق بأمنه الشخصي.
ومن جهة بوتين، فإن القرار يحشر روسيا بين الصبر بانتظار تسوية مع ترامب، وسندان تحمّل مثل هذه الضربات. لكن أين مكمن الخطورة في قرار بايدن؟
??
4
هذا ما أشارت إليه روسيا عبر أكثر من مسؤول، وعبّر عنه بوتين شخصياً، حين أكد أن أوكرانيا لا يمكنها توجيه هذه الضربات منفردةً، بل تحتاج إلى مشاركةٍ تقنية وعملياتية من دولٍ أطلسية أخرى تمدّها بالإحداثيات وتوجيه عمليات الاستهداف وضمان فاعليتها. وهذا ما يعتبره الروس مشاركةً مباشرة في العمل الحربي ضدهم.
وتضع موسكو إزاء ذلك خياراتٍ عدة حاسمة:
⁃الرد بقسوة وبصورةٍ صادمة وتدمير أوكرانيا.
⁃الرد على الدول الثالثة الشريكة بالضربات.
⁃تغذية حروب بالوكالة ضد مصالح الولايات المتحدة وقواعدها باستخدام الأسلحة الروسية المتقدمة، بما يتناسب مع ما أُعطي لأوكرانيا، وهذا ما سوف يأخذ الجميع إلى حربٍ عالمية تبدأ بصورةٍ غير معترف بها، ثم يجد الجميع نفسه في خضمّها.
حسناً لماذا أقدم بايدن على هذه الخطوة؟
??
5
إنها الاستجابة الديموقراطية/ومن الدولة العميقة لحدثٍ كبيرٍ آخر، وهو اكتساح ترامب السلطة الفيدرالية في الانتخابات، وسيطرته على الرئاسة ومجلسي الشيوخ والنواب ومواقع عالية في السلطة القضائية.
وهو أولى خطوات الدفاع عن الوجود من قبل هذه التركيبة المظلمة في قلب الإدارة وبين مكونات مجتمع الحرب، المجمع الصناعي العسكري، تحالف أصحاب المصالح العابرين للقارات، وجماعات الضغط التي تعيش على الحرب، ومنظومة عالمية من مخططي ومديري ومستثمري الحروب.
ماذا يريد هؤلاء؟
??