ما يحدث في أمريكا الآن من غضب عارم وتظاهرات حاشدة وصلت إلى العاصمة واشنطن ليست ثورة عنصرية سود ضد البيض فحسب، احتجاجا على مقتل الأمريكي من أصول أفريقية جورج فلويد، على يد شرطي أبيض في مدينة مينابوليس، بقدر ما هي ثورة عنصر- طبقية ضد الرأسمالية برمتها يشارك فيها السود والسمر والصفر
العاطلون عن العمل كلهم، المفصولون من وظائفهم بسبب كورونا جميعهم، المشردون وان كانوا من البيض عن بكرة أبيهم، وسيستغلها المتمردون والخارجون على القانون والمهاجرون غير الشرعيين ومن مختلف الأعراق والأديان والألوان لركوب موجتها أيضا، أمريكا تسقط اليوم أمام أنظار العالم كله تدريجيا
لأنها بالأساس ساقطة، وقد مثل قمة سقوطها وعنصريتها وطبقيتها وعنجهيتها وهزالتها وبشاعتها الملياردير العنصري المقيت جدا ترامب، ولن تهدأ هذه الثورة الشعبية لا بحظر التجوال الشامل، ولا بالقمع، ولا بفتح ملفات تحقيق، ولا بإدانة الشرطيين، ولا بوعود مستقبلية زائفة، ولا بتغيير ترامب،
ولا بفوز الديمقراطيين ضد الجمهوريين، ولا بوعد زائف بإنتخابات مبكرة، القضية برمتها هي انفجار بركان كان خامدا منذ عقود وتأجيج نار كانت هامدة حتى حين تحت الرماد، أظن أن نهاية "الامبراطورية الأمريكية الدم قراطية الكبرى" قد أزفت!! وان دولة "الكاوبوي الأكبر" أو "الشيطان الأكبر"
التي بنيت على امتصاص دماء الشعوب واللعب على جراحاتها ونهب خيراتها قد شارفت على الاحتضار، ولكن ليس بين يوم ليلة، احتضار الامبراطوريات والدول العظمى يأخذ وقتا طويلا جدا من عمرها ..