قوة الزمان واشتداده تهبط على الإنسان بصور شتى، ومن أعظم نُذُرِ هذه القدرة؛ الشيب في مفرق المرء، وقد

قوة الزمان واشتداده تهبط على الإنسان بصور شتى، ومن أعظم نُذُرِ هذه القدرة؛ الشيب في مفرق المرء، وقد حفظت لنا أبيات الشعر العربي تبرمَ الرجال من هذا ال

قوة الزمان واشتداده تهبط على الإنسان بصور شتى، ومن أعظم نُذُرِ هذه القدرة؛ الشيب في مفرق المرء، وقد حفظت لنا أبيات الشعر العربي تبرمَ الرجال من هذا الشيب، وتراوح مواقفهم بين من يعده منقصةً ومن عدَّه عُدةَ وقارٍ وهيبة https://t.co/E36N3fOCh2

ولكن العجيب أن لا ذكر لشيبٍ موصول بالنساء إلا لبيان نفرتهن ممن يعلوه الشيب، لكن ماذا عن الشيب يضيءُ سوادَ شعرها هي، فيغدو مصباحًا للفضة؟!

الشعر المنقول عن الرجال لا يقارن بما وصلنا من شعر النساء، وما حُفِظَ من شعر النساء أقلّ مما قيل، وكثيرا ما يُتَرجَم للشواعر بدون استصحاب شعرهن، والمرويُّ أكثره في حب الأب، أو رثائه والأخ، وأقل القليل منه غزل، وفي إطالتي للنظر في شعر المشيب بدا لي أن أمر الشعراء الرجال على شقين؛

فمنهم من أعمل عقله وجعله وقارا، ومنهم من رآه نذير الموت فجزع منه، ولقد قال يونس النحوي:" ما بكت العرب على شيء مثل بكائها على شبابها وما بلغت ما يستحق"، وفي كثرة كاثرة من تفصيل لموقف المرأة من شيب الرجل ونفور الحسان منه، نرى صمتا مخيفا لأي حديث عن شيب المرأة نفسها

والرجل هنا يقع بين قوتين قاسيتين، قوة الزمان الموجعة، وقوة ازدراء الغواني الساخرة منه، الزارية عليه، فمشيب الرجال لا يؤثر على تعاطيهم مع الحياة العاطفية وحسب بل يوهن قواهم كذلك،


التادلي المجدوب

18 مدونة المشاركات

التعليقات