يمكن لصاحب الأعمال تثبيت كاميرات للمراقبة داخل أماكن العمل لغرضين أساسيين هما: تعزيز إدارة العمليات وضمان سلامة المكان. ومع ذلك، يجب مراعاة بعض القواعد الهامة وفقًا للشريعة الإسلامية:
أولا، ينبغي إبلاغ الموظفين بوجود هذه الكاميرات قبل تشغيلها، وذلك لتحقيق العدالة وعدم انتهاك خصوصياتهم المحتملة. التأكيد هنا هو عدم تصوير أي موقف يمكن اعتباره غير لائق لهم بشكل خاص، مثل التصرفات الشخصية أثناء فترات الراحة أو التواصل الخاص مع زملائهم. وهذا ما يدعمه القرآن الكريم حيث يقول تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا". (الحجرات: 12).
إذا تم تنفيذ النظام بالسر بدون موافقة الموظفين، سيعتبر ذلك نوعًا من التجسس وهو أمر ممنوع في الإسلام. التجسس يعني البحث عن العيوب والقضايا الخاصة للأشخاص الآخرين، وهذا الأمر مخالف لما ورد في السنة النبوية الشريفة حيث نهانا الرسول صلى الله عليه وسلم عن التجسس والحسد وغيرهما من الأمور التي تؤدي إلى التفريق بين المسلمين.
على الرغم من أهمية الكاميرات لحماية المؤسسة ومكافحة السرقة، إلا أنها يجب استخدامها ضمن الحدود المناسبة. إن نشر صور للآخرين دون إذنهم يعد انتهاكا لحرمتهم وانتهاكًا للمبدأ القرآني الذي يحذرنا من تتبع عورات الناس. بالحكمة نفسها التي ندعو بها لأن نعامل بها الآخرين، يجب علينا أيضًا أن نحترم حقوق الآخرين في خصوصياتهم.
في النهاية، يشجعنا الدين الإسلامي على التعامل مع الآخرين بروح الأخوة الإنسانية والإسلامية، وفي حالة صاحب العمل تجاه موظفيه، يجب عليه أن يعامل الجميع بما يود أن يعامل به إذا كانت المواقع متبادلة.