في الإسلام، تُعدّ الهدية عملاً مستحباً نظراً لتأثيرها الإيجابي في تقريب القلوب وتعزيز الروابط الإنسانية. ومع ذلك، هناك فرق واضح ومهم بين الهدية والرشوة، والتي تعتبر محرمة تماماً. الفرق يكمن فيما يلي: بينما تقدم الهدية للتعبير عن الحب والمودة، يمكن الاستشهاد بها للحصول على ميزة غير مشروعة أو لإبعاد الحقوق عن الآخرين.
بالنسبة للأخت التي تسأل، خاصة وأنها تعمل في بيئة حكومية، يُفضل أن تكون هديتها موجهة بشكل عام لكل الموظفين وليس فقط إلى مديرتك. هذا لأنه عندما يتم تقديم هدية شخصية لرئيس أو مسؤول في مكان العمل، فقد يشوّه العدالة ويؤدي إلى الميل نحو الشخص المُقدم للهدية. ولكن، التوزيع العام لأجزاء صغيرة مثل قطع الشوكولاتة لا يشكل رشوة طالما الجميع يحصلون على نفس الشيء بدون تمييز خاص للمدير.
ومع ذلك، إذا كانت لديك شكوك بشأن بعض التصرفات في الماضي، مثل إعطاء المال أو الهدايا للممرضات أثناء فترة مرض والدتك، فلا داعي للقلق. كونك كنت جاهلة بحقيقة الأمر وما هو حكمه في تلك اللحظة، لن يكون لك تأثير سلبي على صلواتك وصيامك السابقين - فالله سبحانه وتعالى يغفر لمن تاب وأناب إليه. بالإضافة إلى ذلك، حتى الأعمال المعروفة الآن بأنها خاطئة بعد اكتشاف الحكم الشرعي لها، ستقبل بالتوبة النصوح والعزم على عدم تكرار الخطأ مجدداً.
وفي النهاية، وأمام وجود حالة وسواس قهري واضحة، ينصح باستشارة اختصاصي نفسي قادر على مساعدتك في التعامل مع هذه المشكلة الصحية النفسية باستخدام طرق معرفية وسلوكية مدعومة بالإيمان واستشارات دينية مناسبة.
