بالرغم مما يتميز به "الفتاوى العالمكيرية" لأرنكزيب عالمكير من قيمة علمية عالية، إلا أنه غير ملائم كمصدر أول لطلبة العلوم الشرعية المبتدئين. هذا بسبب حجمه الضخم الذي يحتاج لقراءة متعمقة قد تستنفد وقتاً وطاقة الطالب الجديد وتشعره بالإرهاق. بدلاً من ذلك، يجب التركيز على دراسة المتون الفقهية القصيرة والحافلة بالأهمية للحصول على فهم شامل للمبادئ الأساسية قبل الانتقال للأعمال الأكبر حجماً مثل "الفتاوى العالمكيرية".
وفقاً للتقاليد التعليمية داخل المذهب الحنفي، هناك مجموعة محددة من النصوص تعتبر أساسيات أساسية لتأسيس القواعد الشرعية. هذه الأعمال تشمل:
1. "مجمع البحرين وملتقى النيرين" لإبن الساعاتي.
2. "كنز الدقائق" للنسفي.
3. "وقاية الرواية في مسائل الهداية" للمحبوبي.
4. "المختار للفتوى" للموصلي.
ويمكن أيضاً إضافة "مختصر القدوري"، وهو عمل رفيع المستوى يأتي عادة ضمن مستوى أعلى من تلك المتون الرئيسية الأربعة. توصيتنا الأولى للطالب المبتدئ هي استخدام أي من هذين العملين - إما "مختصر القدوري" بشرحه الشهير "اللباب في شرح الكتاب" للغنيمي الميداني، أو "المختار للفتوى" بشرح موصله الخاص له بعنوان "الاختيار لتعليل المختار".
هذه المتون تتميز بمجموعة متنوعة من المقومات الهامة؛ فهي ليست طويلة جداً بشكل مزعج، ولكن فيها بالتأكيد ما يكفي لتوفير قاعدة راسخة للمعارف الفقهية. بالإضافة لذلك، فإن سلاسة لغتها يجعلها سهلة الفهم والحفظ. أخيراً، تمت خدمة هذه الأعمال بالعديد من الشروحات والتفسيرات التفصيلية، مما جعل منها جزءاً أساسياً من العديد من المنهج الدراسية في مختلف المساجد والكليات الإسلامية حول العالم.
وفي النهاية، دعونا نذكر دائماً بأن التقدم في تحصيل العلوم يحتاج لتحقيق التوازن بين الأصالة والدراسات القديمة وبين التعامل مع المواضيع الحديثة بطرق مناسبة ومعاصرة.