?إثبات النص والرواية بين صنيع الأئمة المتقدمين وصنيع المحققين?
هذا نموذج من مسند الإمام أحمد رحمه الله، ففي طبعة المكنز (546): «عن بنانة» كذا أثبت محققوا طبعة المكنز دون التنبيه على وجود خلاف بين النسخ الخطية، مما يوهم أن النص هكذا في جميع النسخ الخطية التي اعتمدوا عليها. https://t.co/uXid0yzJZE
وبالرجوع إلى النسخ الخطية التي اعتمدوا عليها، تبين أن الأمر ليس كذلك، بل هناك من النسخ الخطية التي اعتمدوا عليها وقع فيها هكذا: «نباتة»، كنسخة المكتبة الكتانية، ونسخة المكتبة الظاهرية التي كان فيها «بنانة» ثم عدل إلى «نباتة»، ولم ينبهوا على مثل ذلك. https://t.co/GyaINZJ3v3
، وبالرجوع إلى نسخ خطية أخرى موثقة لم يعتمدوا عليها؛ كنسخة جورلولو علي باشا وهي نسخة عتيقة، ونسخة فيض الله، ونسخة دار الملك عبد العزيز وجدت النص فيهم كما في الكتانية والظاهرية: «نباتة»، وما أثبتوه في طبعة المكنز وإن كان هو الصواب في واقع الأمر، إلا أن «نباتة» هو الرواية والسماع. https://t.co/FJgdupUdE3
ففي حاشية نسخة جورلولو علي باشا ما يؤيد ذلك، فكتب في حاشيتها: «في الأصل مقيد: نباتة، بنون في أول الاسم، وبعده باء معجمة بواحدة، وبعد الألف تاء معجمة باثنتين من فوقها، بخط ابن الجواليقي، وهو السماع، والصحيح بنانة، ذكره ابن ماكولا في كتابه». اهـ.
وذكرها الدارقطني في المؤتلف والمختلف (1 / 255-257) في «بنانة» و«نباتة»، وقال: «نباتة مولاة أم البنين بنت عيينة بن حصن الفزاري، زوجة عثمان بن عفان، قال ذلك الغلابي، عن يحيى بن معين، فيما أخبرنا به الشافعي، عن جعفر، عنه، كذا قال وهو وهم، والصواب بنانة وهي التي ذكرناها في هذا الورقة https://t.co/TPHj0xOR4U