تفنيد بدعة تخصيص سور قرآنية لأغراض محددة: بين السنة والجماعة

في موضوع الحديث عن استخدام بعض سور القرآن الكريم بطرق محددة لتحقيق أغراض مختلفة مثل زيادة الرزق أو تحسين الصحة النفسية، يُشدد علماء الدين الإسلامي على

في موضوع الحديث عن استخدام بعض سور القرآن الكريم بطرق محددة لتحقيق أغراض مختلفة مثل زيادة الرزق أو تحسين الصحة النفسية، يُشدد علماء الدين الإسلامي على ضرورة عدم ابتكار طرق جديدة غير مدعومة بالأدلة الشريعة. يشرح الدكتور بكر أبو زيد هذه المسألة قائلاً إنه "ومن البدعة التخصيص بلا دليل، بقراءة آية، أو سورة في زمان أو مكان أو لحاجة من الحاجات".

يعدّ هذا النهج مخالفاً للسنة النبوية المطهرة والإجماع الذي صدرته حول الأحاديث والنصوص القرأنية. كما تؤكد فتاوى العديد من هيئات الإفتاء الإسلامية، بما فيها اللجنة الدائمة للإفتاء بالمملكة العربية السعودية، أن أي توسيع لتفسير النصوص المقدسة بناءً على معتقدات شخصية تخالف الشرعية.

على سبيل المثال، عندما يتم اختيار مجموعة من السور القرآنية لسورة واحدة فقط لقراءة جماعية لدعاء عام لسعة الرزق، وهذا يحدث بدون سند تاريخي مستند إلى سنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم أو رأيه الشائع عند صحابته الكرام أو حتى عالمين بارزين في التاريخ الإسلامي، فإن ذلك يعد بدعة حسب التعريف الإسلامي لها.

بالإضافة إلى ذلك، هناك حالات معروفة حيث تم تحديد سور بعينها باسم "السور المنقذة"، وهي اقتراحات لا أساس لها من الصحة وفقًا للخبراء. ضمن هذه الأمثلة، تُذكر سورة الواقعة بشكل تقليدي كمصدر للحماية من الفقر، لكن معظم الروايات بهذا السياق تعتبر ضعيفة وغير موثوقة. بينما تشير بعض السور الأخرى مثل سورة الناس والتي ثبت علمياً أنها تستخدم للتخلص من الوسوسة بسبب محتواها نفسه (كما ذكر في الحديث القدسي)، إلا أن استخداماتها خارج هذا السياق لا يمكن تأكيده شرعاً.

للخلاصة، ينصح المفتيون المسلمين بتقبل وتعظيم كل كتاب الله وليس مجرد جزء محدد منه بهدف الحصول على بركات الحياة الدنيا وخلاصتهم الآخرة. كما أكدت الآيات التالية أهميتها الذاتية لكل فرد مسلم: "فإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان إلا قليلًا" [النساء:83]. هنا، يوضح القرآن وجوب الرجوع للأصول القانونية والموجودة والمعترف بها عبر التاريخ الاسلامي بدلاً من تعديلها بحسب الظروف الشخصية المرنة.


الفقيه أبو محمد

17997 مدونة المشاركات

التعليقات