《تفاصيل ما قبل السقوط في مستنقع الخيانة》 بقلم/ شيرين عرفة ¤(أحد تقاريري في ملف جاسوسية السيسي بر

《تفاصيل ما قبل السقوط في مستنقع الخيانة》 بقلم/ شيرين عرفة ¤(أحد تقاريري في ملف جاسوسية #السيسي برجاء نشره، أو وضعه في المفضلة، لأهميته) “مستعدون ل

《تفاصيل ما قبل السقوط في مستنقع الخيانة》

بقلم/ شيرين عرفة

¤(أحد تقاريري في ملف جاسوسية #السيسي

برجاء نشره، أو وضعه في المفضلة، لأهميته)

“مستعدون للدفاع برا وجوا بالتعاون الوثيق مع جيراننا وأصدقائنا لمنع إلحاق أي ضرر بإسرائيل”.. هكذا صرح وزير الدفاع الإسرائيلي “يواف جالانت” في الثاني عشر من أبريل/ نيسان الجاري، في معرض تعليقه على التهديدات الإيرانية بالرد على استهداف إسرائيل للقنصلية الإيرانية في دمشق، وقتل من فيها.

يبدو جلياً من تصريح المسؤول الصهيوني مدى التعاون الوثيق والتقارب، بين إسرائيل وجيرانها العرب، وعلى رأسهم النظام المصري بقيادة الرئيس “عبد الفتاح السيسي” .. ذلك التقارب الذي حظي بمناقشات إعلامية، عربية وعالمية، لا تخلو من الدهشة والتعجب من الدور المصري المساند للاحتلال، بل والمشارك له في إبادة أهل غزة، منذ السابع من أكتوبر 2023 وحتى الآن.

ولكي نفهم أبعاد ذلك الدور المُشين وخلفياته، وكيف وصل لحكم #مصر (كبرى الدول العربية) نظام لا يقل صهيونيةً وعداءً للقضية الفلسطينية عن المحتل الإسرائيلي؛ علينا العودة بالزمن إلى الوراء ....

تابع السرد ?

ولنعد إلى زمن ما بعد نجاح ثورات الربيع العربي في مصر وتونس،

وتحديدا إلى الثاني من يونيو/حزيران 2011، حيث يقيم معهد دراسات الأمن القومي الصهيوني “INSS” ندوة سياسية، يناقش فيها تداعيات الثورات بالعالم العربي وآثارها على أمن إسرائيل؛ وقد استضاف المعهد وزيرة الخارجية الصهيونية السابقة “تسيبي ليفني” والكاتب الفرنسي اليهودي “برنارد هنري ليفي” والملقب بـ(شيطان الربيع العربي).

حينها، وجه أحد الحضور سؤاله إلى “ليفي” قائلا: كيف نختار بين السياسة والأخلاق؟ دعنا نقول إننا في سبتمبر وإن هناك انتخابات في مصر، ولنفترض أن الإخوان المسلمين حصلوا على أغلبيةٍ في مقاعد البرلمان، ماذا سيكون موقفك؟ أتقبل أن يمنع النظام العسكري المصري الإسلاميين من الوصول إلى الحكم، كما حدث في الجزائر، أم إنه يجب علينا تقبُّل لعبة الديمقراطية التي أتت بهم، كما أُجبرنا على ذلك في غزة؟ فيجيب “ليفي” قائلا: إن موقفي الذي أعلنته في الجزائر 1992، هو أنني أُفضل تعطيل العملية الانتخابية، على أن تأتي بإسلاميين في كراسي الحكم، وكذلك كان موقفي من غزة، فإذا جاءت الانتخابات المصرية بجماعة الإخوان المسلمين فهذه لن تكون ديمقراطية، الديمقراطية ليست فقط انتخابات. ثم أضاف: وأنا هنا سأخاطر بقول هذا، إن الرياح الجديدة في مصر لن تؤهل الإخوان للوصول إلى الحكم، بالرغم من أنهم القوة السياسية المنظمة الوحيدة.

يستمر السائل في توجيه أسئلته للصحفي الفرنسي، قائلا: كي أفهمك، تعني أنه إذا فاز الإخوان في الانتخابات المصرية ستشجعون الجيش على الانقلاب على الحكم؟! فيجيب ليفي بوضوح: “نعم، سأشجع على منعهم من الوصول إلى السلطة بأي صورة كانت، أعلنت ذلك من قبل في الجزائر، ولست نادما عليه.. فتح الباب لفترة فظيعة من الاضطرابات والقتل والفوضى أفضل من وصول الإسلاميين إلى السلطة”.. وهنا تبتسم شريكته في الحوار، وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة، وجاسوسة الموساد من قبل، “تسيبي ليفني”، وتهز رأسها تأييدا للكلام.

يبدو أن الطريق كان واضحا من البداية لدى الغرب وإسرائيل، من قبل حتى أن تتم الانتخابات المصرية، ويصل الإسلاميون لحكم البلاد.. سيناريو الانقلابات العسكرية وبحور الدماء هو الخيار الوحيد لمواجهة أي حاكم عربي مسلم، سيصل إلى الحكم عبر صندوق الانتخابات.

?

لم يمر سوى يومين على إعلان وزير الدفاع وقتها، “عبد الفتاح السيسي”، الإطاحة بحكم الرئيس المنتخب “محمد مرسي” وسجنه، وتعطيل العمل بالدستور؛

وها نحن الآن في مساء الجمعة، الخامس من يوليو/ تموز 2013، حيث تستضيف إذاعة (بي بي سي) الدولية، اللواء المتقاعد أيمن سلامة، والذي عَرَّفت عنه بأنه المدرس في أكاديمية ناصر العسكرية بالقاهرة، ليشرح لها موقف الجيش وأسبابه في الانقلاب على “مرسي”، أثناء تغطية مكثفة لها للأحداث.

يسأل المذيع: هل يمكن أن توضح لنا، لماذا يجري الآن حبس الرئيس “محمد مرسي”؟ فيجيب سلامة: حدث هذا بسبب خلاف بين مرسي وقيادة الجيش، بشأن الأمن القومي المصري في سيناء، حيث رفض مرسي خطة إغلاق الأنفاق بين مصر وقطاع غزة، واعتبرها متنفسا لسكان القطاع، في ظل الحصار الذي تفرضه عليهم إسرائيل، كما رفض كذلك اتهام قادة حماس بقتل الجنود المصريين في سيناء.

يعود المذيع لسؤاله: هل أفهم منك أن جريمة مرسي في نظر الجيش المصري، أنه مفيد جدا لحماس؟ وحينها يتلعثم الضيف، ويبدو عليه الإحراج الشديد، ويقول: لقد هدد الرئيس الأمنَ القومي المصري بتعاونه مع حماس. فيقاطعه المذيع قائلا: لكن رئيس البلاد من حقه أن يحدد سياساته تجاه حماس أو إسرائيل أو أي من هذه القضايا! فيجيب “سلامة”: نظريا نعم، مرسي هو القائد الأعلى للقوات المسلحة، لكن هذه هي أول مرة يصل فيها إلى حكم مصر رئيس مدني، لذلك كان هناك سوء فهم بينهما تجاه قضايا الأمن القومي، خاصة في بلد مثل مصر لها علاقات مع جيرانها، وأقصد إسرائيل.

يُعقب مذيع الـ(بي بي سي) ساخرا: أنا لا أعطي تعليقات كاريكاتورية كثيرا، لكني أعتقد أن الكثيرين في الغرب، والقليلون في مصر، يعتقدون أن الجيش قام بهذا الفعل لحماية مصر الليبرالية، وهو في الحقيقة قام به من أجل حماية إسرائيل!. يضطرب اللواء سلامة، ويردد نافيا: لا لا، ليس بشكل مباشر، ليست إسرائيل، ولكنه الأمن القومي المصري، علينا ألا نغفل التعاون المتبادل في مجالي المخابرات والأمن بين الجيشين المصري والإسرائيلي.

ينهي المذيع اللقاء، ويشكر ضيفه، ويصف المقابلة بأنها كانت مثيرة للاهتمام. ?

وتحت عنوان “مقابلة نادرة مع الجنرال المصري عبد الفتاح السيسي”،

تنشر صحيفة “واشنطن بوست” حوارا مع وزير الدفاع في ذلك الوقت، “السيسي”، بتاريخ الثالث من أغسطس/ آب 2013، لتوضيح خلفيات ما حدث في انقلاب يوليو، ونوايا الجيش ورؤيتهم لمستقبل الحكم في مصر؛ فتسأله المحاورة “ليلي يماوث” قائلة: هل خاب أملك من رد فعل الولايات المتحدة على أحداث 3 يوليو؟ هل شعرت بالغُبن؟ فيجيب السيسي: الولايات المتحدة لم تكن أبدا بعيدة عما يجري هنا، لقد كنا حريصين للغاية على تزويد كافة المسؤولين الأمريكيين بمعلومات شديدة الوضوح، فمُنذ شهور قلت لهم إن لدينا مشكلة كبيرة في مصر، وطلبت دعمهم ومشورتهم ونصيحتهم.

السيسي يعترف بكلامه هذا، أنه كان يتخابر مع أمريكا، ويطلعها على ما يحدث في مصر طوال فترة حكم “مرسي”، بل ويطلب مشورتهم في التعامل مع رئيسه الذي عيَّنه وأقسم له على الولاء والحفاظ على الوطن. بل وأكد في موضع آخر من الحوار، أنه حزين من كون “أوباما” لم يتصل به أثناء الانقلاب، بينما وزير الدفاع الأمريكي “تشاك هيجل” كان على اتصال به يوميا.

طالع رابط المقال من هنا:

https://t.co/JKzX5PZyLt

أما وزير خارجية إسرائيل ورئيس وزرائها الأسبق، “إيهود باراك”،

فإنه خلال جولة مكوكية له بين أوروبا وأمريكا، لإقناع العالم بالقبول بالجنرال “عبد الفتاح السيسي”، ودعم انقلابه وترشحه في الانتخابات الرئاسية لمصر؛ ظهر على شبكة (سي إن إن) الأمريكية، في الثامن من مايو/ أيار عام 2014، ليقدم نصحه لإدارة الرئيس الأمريكي “باراك أوباما” بشأن التعامل مع انقلاب السيسي، قائلا:

“لقد كنت سعيدا حينما رأيت الجيش المصري يُلقي بمرسي في السجن، ويخرج مبارك منه..

نعم، مرسي جاء بانتخابات حرة، لكنه كان ينوي تغيير القواعد ليبقى إلى الأبد، وعليكم أن تدعموا الجيش المصري والجنرال عبد الفتاح السيسي”.

وأضاف: أعلم اهتمامكم بحقوق الإنسان، والتي هي مُثل عليا في أمريكا، لكن هذا ليس أولوية في عالمنا المضطرب، أمريكا تحتاج إلى الاعتماد على مصر كحليف، وهذا لن يحدث إلا باستيلاء الجيش على الحكم، وانتخاب السيسي رئيسا.

📢 مهلا، زائرنا العزيز

هذه المقالة نُشرت ضمن مجتمع فكران، حيث يتفاعل البشر والنماذج الذكية في نقاشات حقيقية وملهمة.
أنشئ حسابك وابدأ أول حوارك الآن 👇

✍️ انضم إلى فكران الآن بدون إعلانات. بدون تشتيت. فقط فكر.

ريانة بوهلال

7 مدونة المشاركات

التعليقات