- صاحب المنشور: فدوى بن ناصر
ملخص النقاش:مع تزايد الطلب العالمي على المعادن بسبب التطورات التقنية والنمو السكاني, أصبح استخراج هذه الخامات يشكل تحدياً كبيراً للبيئة. هذا القطاع الذي يوفر المواد الأساسية لصناعة الإلكترونيات والأجهزة الحديثة، يساهم أيضاً بشكل كبير في تدهور الأراضي وتلوث المياه والهواء. لكن كيف يمكن تحقيق توازن بين الحاجة إلى المعادن واستدامة الكوكب؟
التأثيرات البيئية لعصر المناجم المفتوحة:
تعدّ المناجم المفتوحة النوع الأكثر شيوعاً للاستخراج اليوم. تتضمن عملية فتح الأرض واسعة النطاق العديد من المشاكل البيئية المحتملة التي تشمل:
- الانبعاثات الجوية: أثناء عمليات الحفر والحرق لإزالة الصخور، يتم إطلاق الغازات الدفيئة والمواد الضارة مثل غبار الرصاص والكروم وغيرها. وهذا يؤدي إلى زيادة مستويات التلوث الهوائي مما قد يتسبب في أمراض الجهاز التنفسي للإنسان ويزيد من تغير المناخ.
- تأثير المياه: يمكن للمناجم المفتوحة أن تؤثر بشكل سلبي شديد على جودة المياه المحلية. حيث يتم استخدام كميات هائلة من الماء لغسل الرواسب ومعالجة النفايات الصلبة. بالإضافة لذلك، فإن الأمطار الحمضية الناجمة عن الانبعاثات الجوية تساهم في تحلل التربة وإضعاف خصوبتها الزراعية.
- الأضرار البيولوجية: الحياة النباتية والحيوانية حول الموقع المنجمى معرضة للتدمير نتيجة لتغيير النظام البيئي الطبيعي. كما أنه بعد انتهاء فترة التشغيل، تحتاج المناطق المتضررة لفترات طويلة حتى تعود إليها الحياة مرة أخرى بطريقة طبيعية.
التدابير المستقبلية نحو مستقبل أكثر اخضرارا:
رغم وجود قضايا بيئية ملحة مرتبطة بعصر المناجم المفتوحة، هناك حلول ممكنة لتحقيق توازن أفضل:
- استخدام الطاقة الخضراء: إن التحول نحو مصادر طاقة متجددة كالرياح والشمس يقلل الاعتماد على الوقود الأحفوري وبالتالي ينقص من انبعاثات الغازات السامة المرتبطة بحرق الفحم والغاز الطبيعي المستخدمين عادة في صهر خامات المعادن.
- إعادة تدوير المخلفات: إعادة معالجة مخلفات المناجم ليست فعالة اقتصاديًا فحسب بل أيضًا خفض حجم نفايات قطاع التعدين. ويمكن لهذا النهج أن يساعد في الحد من الآثار الجانبية السلبيه لهذه العمليات وتحويلها لأنشطة صديقه للبيئة.
- إدارة مياه ذكية: توظيف تقنيات حديثة لحفظ المياه خلال مراحل مختلفة من العملية - سواء كانت جمع أو معالجة أو إعادة استخدام مياه الصرف الداخلي والخارجي – لن يحافظ فقط على موارد المياه ولكنه سيخفض أيضا تكلفة الإنتاج النهائية للمعادن المستخرجه.
- **مواصلة البحث العلمي والتكنولوجيا*: يُعتبر الابتكار أحد أهم الأدوات للحفاظ على الارض والبشر فى نفس الوقت . فقد أدت تقدم تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي وأنظمة الحكم الذاتي لتسهيل مراقبه البيئه ورصد أي تغيرات محتملة تجنبًا لمشاكل مزمنة مستقبليه .
هذه الخطوات مجتمعة ستمكننا ليس فقط من مواصلة تطوير صناعة تعدين المعادن ولكن ايضا العيش ضمن حدود طبيعتنا بينما نحقق رؤيتنا لقوة عالمية مستقله ومستدامه