- صاحب المنشور: كشاف الأخبار
ملخص النقاش:
في ظل الثورة التكنولوجية المتسارعة التي نعيشها اليوم، باتت الأجهزة الذكية والإنترنت جزءاً أساسياً من حياتنا اليومية. هذه التقنيات تقدم العديد من الفوائد ولكن لها أيضاً جوانب معيقة عندما يتعلق الأمر بالتعليم، خاصة فيما يتعلق بالحفظ والتذكر.
لقد أدى الاعتماد الكبير على المعلومات الرقمية إلى تغيير طرق التعلم لدينا بطرق قد تكون غير مرحب بها في بعض المجالات الأكاديمية. بينما يسهل الوصول إلى كم هائل من المعرفة عبر الإنترنت، فإن هذا الكم الهائل يصعب فرز وتحصيل الحقائق المهمة منه. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤدي استخدام التكنولوجيا كبديل للتفاعل البشري والممارسة اليدوية إلى نقص التحصيل العملي والمعرفي لدى الطلاب.
على سبيل المثال، تعتبر تقنية القراءة الإلكترونية أكثر شيوعًا الآن مقارنة بالقراءة الورقية التقليدية. لكن الدراسات تشير إلى أنها قد لا تعزز القدرة على فهم النصوص كما تفعل الكتب المطبوعة بسبب محدودية قدرتها على توفير معلومات بصريّة ثانوية مثل التنقيط أو الخطوط السميكة والتي تساعد عادة في التركيز والعرض البصري للمعاني الرئيسية للنصوص.
بالإضافة لذلك، هناك قضية مهمة وهي المسافة بين الت recalled information (معلومات مسترجعة) versus learned information (معلومات مكتسبة). عند البحث عن جواب لسؤال باستخدام المحرك البحثي Google، يتم استرداد الجواب بسرعة ولكنه ليس نتيجة لتطبيق معرفة متعلم بالفعل بل هو مجرد حفظ مؤقت للبيانات المستقاة مباشرة. وهذا يعني أن الطالب الذي اعتمد بشكل كبير على الوسائل الرقمية للحصول على المعلومات ربما لن يستطيع إعادة بناء تلك المعلومة بنفسه إذا لم يكن موجودا أمام الجهاز مجددا.
كما أثبت العلم الحديث دور الجمجمة في عملية التعلم والإندماج الدماغي. حيث يشير الباحثون إلى أنه كلما كانت العملية مرتبطة بمجهود عضلي وبصرية حقيقية، زادت فعالية الدمج داخل دوائر المخ مما يعزز احتمالية تخزين تلك المعلومات والاسترجاع منها لاحقا.
وفي النهاية، رغم فوائد العالم الرقمي الواضحة، إلا إنه يجب توازن لاستخدام التكنولوجيا الحديثة حتى لا تؤثر سلبيا على قدرتنا الأساسية على الحفظ والتذكر - مهارة جوهرية في أي نظام تعليمي فعال.