- صاحب المنشور: نور الدين السيوطي
ملخص النقاش:
في عصرنا الرقمي الحالي، أصبح من الصعب تجاهل الدور المتزايد لوسائل التواصل الاجتماعي في حياتنا اليومية. هذه المنصات التي كانت في السابق مجرد أدوات للتواصل والترفيه أصبحت الآن جزءاً أساسياً من الروتين اليومي للعديد من الشباب العرب. ولكن، هل كل هذا الوقت الذي نقضيه أمام الشاشات له آثار صحية نفسية إيجابية حقا؟
تُظهر الدراسات الحديثة صورة معقدة ومتشابكة. على الرغم من الفوائد الواضحة مثل القدرة على البقاء على اتصال مع الأصدقاء والعائلة، وتوفير مصدر للمعلومات والثقافة، إلا أن هناك جوانب مظلمة محتملة لم تأخذ حيزها الكافي من الاهتمام حتى وقت قريب.
إحدى القضايا الرئيسية هي مشكلة "الصورة المثالية" المنتشرة عبر الإنترنت. العديد من المستخدمين يميلون إلى عرض أفضل جوانب حياتهم، مما يخلق وهمًا بالكمال قد يؤدي إلى شعور بالحزن أو الغيرة أو الضغط النفسي بين الجمهور الأصغر سنًا. دراسة أجرتها جامعة الملك سعود عام 2021 وجدت ارتفاع معدلات اضطراب الاكتئاب بين طلاب الجامعة الذين يقضون أكثر من ساعتين يوميًا على مواقع التواصل الاجتماعي.
التأثير السلبي المحتمل
- زيادة التوتر: التعرض المستمر للإشارات الاجتماعية والسلبية يمكن أن يشكل ضغطًا نفسيًا كبيرًا، خاصة بالنسبة لأولئك الذين يتبعون عدد كبير من الحسابات الشهيرة أو المؤثرين.
- الأرق واضطرابات النوم: استخدام الهاتف الذكي قبل النوم مباشرة يمكن أن يعرض الشخص لنوع خاطئ من الإضاءة التي تثبط إنتاج الميلاتونين - الهرمون المسؤول عن تنظيم دورة النوم والاستيقاظ.
- الانعزال الاجتماعي: رغم أنها تبدو مفارقة، فإن الوقت الطويل الذي يتم قضائه على الإنترنت قد يؤدي في بعض الحالات إلى انخفاض في العلاقات الشخصية الحقيقية والمباشرة.
- السلوكيات غير الصحية: تشجيع نمط الحياة الاستهلاكي، التركيز على الجمال الخارجي والصحة الظاهرية، وبالتالي زيادة احتمالية ظهور أمراض نفسية مرتبطة بالتوقعات المرتفعة.
الحلول المقترحة
- الوعي الذاتي: تقييم مقدار الزمن الفعلي الذي تقضيه على وسائل التواصل الاجتماعي. تحديد حدود زمنية وأهداف محددة للاستخدام.
- تقنيات التأريض: تمارين التنفس، اليوجا، المشي، وغيرها من التقنيات التي تساعد في إعادة الاتصال بالأرض والتخلص من الضغوط الإلكترونية.
- الدعم المجتمعي: بناء شبكات دعم اجتماعي فعالة تتجاوز العالم الرقمي. الانخراط في الأنشطة خارج المنزل يساعد أيضًا في تعزيز الروابط الإنسانية الأساسية.
- استراتيجيات إدارة الأخبار: اختيار متابعين وإعدادات تحدد نوع المحتوى الوارد، ومراجعة الأخبار بانتظام وليس باستمرار.
- تعليم الرقابة الذاتية: غرس ثقافة الرقابة الذاتية منذ سن مبكرة ضمن العائلة والأماكن التعليمية لتجنب الوقوع في فخ الاعتماد الكلي على الوسائط الرقمية.
- **المشاركة الن