الحمد لله، السؤال عن مدى شمولية "العلم النافع" المنصوص عنه في الحديث الشريف يشمل كل أنواع المعرفة المفيدة للإنسانية، ليس فقط العلم الشرعي. يذكر النبي محمد ﷺ أنه "إذا مات بن آدم انقطع عمله إلا من ثلاثة: منحة علم ينتفع به"، مما يعني أن أي معرفة تُستخدم بشكل مفيد يمكن أن تستمر ثمارها وتعود بالنفع لصاحبها حتى بعد وفاته.
وقد أكد العلامة ابن عثيمين -رحمه الله- على ذلك عندما سئل تحديداً حول موضوع كون العلم "نافعاً". فقال بأن الحديث يشمل جميع الأنواع المفيدة من المعرفة، وأن أفضلها بالطبع هو العلم الشرعي، ولكنه لم يقصر التوجيه نحو ثمار مستمرة بعد الموت على النوع الخاص منه.
وفي سياق طرح المشروع التعليمي الإلكتروني المقترح لتقديم محاضرات مرئية حول مواضيع مثل الفيزياء وعلم الفضاء والرياضيات وغيرها؛ فإن هذا النوع من المساعي يُعتبر مدعاةً للجد والإخلاص. حيث يعكس حرص الباحث على توسيع مدارك الآخرين وتحسين قدراتهم الأكاديمية وتعزيز فهم خلفيات الطبيعة الإلهية عبر فهم قوانين الكون المبنية عليها تلك المواضيع. وهذا الأمر مكافأته عظيمة وفق تعليمات القرآن والسنة المطهرة، كما ذكر الرسول الكريم في حديثة المتضمنة لجملة 'من يسّر على معسر'. وبالتأكيد سيعد تكريس الوقت والجهد لتحقيق هدف مشترك وهو تطوير المجتمع المعرفي ضمن قائمة الأعمال المستمرة التأثير برغم انتهاء الحياة الدنيا لهذا العالم البر.
والله سبحانه وتعالى أعلى وأعلم.