تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الصحة النفسية للأطفال والشباب

في عصرنا الحالي، أصبح استخدام الأطفال والشباب لوسائل التواصل الاجتماعي جزءًا لا يتجزأ من حياتهم اليومية. هذه المنصات توفر لهم فرصاً للتواصل والتعلم وا

  • صاحب المنشور: أنوار بن بركة

    ملخص النقاش:
    في عصرنا الحالي، أصبح استخدام الأطفال والشباب لوسائل التواصل الاجتماعي جزءًا لا يتجزأ من حياتهم اليومية. هذه المنصات توفر لهم فرصاً للتواصل والتعلم والتفاعل مع العالم الخارجي. ولكن، هل نحن ندرك التأثيرات المتعددة التي قد تخلفها هذه التكنولوجيا الحديثة؟ ستتناول هذه المقالة تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الصحة النفسية للأطفال والشباب، وكيف يمكن لهذه الأجهزة الإلكترونية أن تؤثر بشكل مباشر على صحتهم العقلية والعاطفية.

الاضطراب الناجم عن المقارنة المستمرة:

من أكثر المشاكل شيوعا بين مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي هو شعور الشخص أنه "غير كافٍ". هذا الشعور يأتي نتيجة للمقارنات الدائمة بين حياة الآخرين المثالية كما هي مبثوثة عبر الإنترنت وبين الواقع الخاص به. الشباب والأطفال خاصة هم أكثر عرضة لهذا النوع من الضغوط لأنهم يمرون بفترة مهمة من تشكيل الذات والثقة بالنفس. الدراسات أثبتت وجود ارتباط قوي بين الزيادة في الاستخدام السلبي لتطبيقات الوسائط الاجتماعية والإصابة باكتئاب وقلق.

النوم وفقدانه:

مصادر الإضاءة الزرقاء القادمة من الشاشات الإلكترونية تلعب دوراً هاماً في تعطيل دورة الساعة البيولوجية للجسم البشري مما يؤدي إلى مشاكل في الحصول على نوم جيد. وفقاً للهيئة الأميركية للسرطان، فإن التعرض لأضواء زرقاء قبل النوم بنحو ساعتين أو ثلاث ساعات يمكن أن يعيق إنتاج الميلاتونين - وهو هرمون يحفز النوم ويؤخر بداية مرحلة النوم العميقة.

التنمر الإلكتروني وآثار العزلة الاجتماعية:

الفضاء الرقمي ليس محصن ضد سلوكيات التنمر التقليدية؛ بل إنه يشكل بيئة خصبة لها. التنمر عبر الانترنت غالبا ما يتميز بأنه غير مرئي وغير محدود جغرافيا ويمكن استمرار حدوثه حتى بعد انتهاء يوم دراسي عادي. الأطفال الذين يتعرضون لمثل تلك الهجمات الالكترونية معرضون بشكل كبير للإصابة بالمشاعر السلبية مثل الخوف والحزن وقد يصل الأمر لعدم رغبتهم بمشاركة تجاربهم الصعبة مع آخرين خشية تعريض نفسهم لكم أكبر من الضغط النفسي. لذلك يجب توفير المزيد من التعليم حول كيفية التعامل الآمن والمناسب مع مواقع التواصل الاجتماعي لدى الجيل الجديد لحمايته من مخاطرها المحتملة.

بالإضافة لما سبق ذكره، هناك العديد من الفوائد المرتبطة باستخدام الأطفال للشباب وسائل التواصل الاجتماعي حيث أنها تسهل عليهم الوصول للمعلومات وتعميق فهم المواضيع المختلفة بالإضافة لقدرتها على جمع الأشخاص تحت مظلة مشتركات اهتمام واحدة وهذا يساعد بالتأكيد في بناء صداقات جديدة وتعزيز مهارات الاتصال لديهم لكن يبقى الامر بحاجة لقواعد واضحة ومتابعة أبوية جيدة للحفاظ علي سلامتهم الذهنية والجسدية أثناء رحلتهم عبر مساحة الواسعة للإنترنت .


حميد الجزائري

12 بلاگ پوسٹس

تبصرے