• صاحب المنشور: علا الموريتاني
  
  ملخص النقاش:
  ## أزمة الغذاء العالمية: القضايا والأثر على الأمن الغذائي والتنمية المستدامة

مع تزايد السكان العالمي وتغير المناخ، تواجه العالم تحديات كبيرة فيما يتعلق بالأمن الغذائي. الأزمة الغذائية الحالية ليست مجرد نقص مؤقت في الإمدادات؛ بل هي نتيجة لمجموعة معقدة من العوامل التي تؤثر بشكل مباشر على قدرة البلدان على إنتاج الغذاء وزراعته واستيراده. هذه الأزمة لها آثار بعيدة المدى يمكن أن تهدد استقرار المجتمعات الاقتصادي والسياسي.

عوامل متعددة تساهم في الأزمة الغذائية:

1. التغيرات المناخية: يعتبر تغير المناخ أحد أهم العوامل المساهمة في أزمة الغذاء العالمية. الظواهر الجوية المتطرفة مثل الفيضانات والجفاف والحرائق تشكل تهديداً خطيراً لإنتاج المحاصيل الزراعية. وفقاً لتقرير الأمم المتحدة "الاتجاهات البيئية لعام 2022"، فإن الاحترار العالمي أدى إلى انخفاض بنسبة 21% في اليابسة الصالحة للزراعة خلال الفترة بين عامي 1961 و2018.

1. نقص المياه: المياه ضرورية لأي نشاط زراعي، ولكن العديد من المناطق حول العالم تعاني الآن من ندرة شديدة للمياه بسبب التغيرات المناخية وانشغال موارد الماء بأغراض غير زراعية. هذا الوضع ليس مقتصراً فقط على الدول الفقيرة؛ حتى الدول الغنية قد تواجه مشاكل حادة إذا لم يتم التعامل بحكمة مع إدارة المياه.

1. النظام التجاري العالمي: النظام الحالي للتجارة الدولية للغذاء يعاني من عدم كفاءة وعدم عدالة. يتمركز معظم إنتاج الغذاء عالمياً لدى عدد قليل من الدول الكبرى المصدرة، بينما تعتمد العديد من البلدان الأخرى اعتمادًا كبيرًا على الواردات الغذائية. وبالتالي، عندما تحدث اضطرابات في إحدى مناطق الإنتاج الرئيسية -كما حدث أثناء جائحة COVID-19- فقد يؤدي ذلك إلى ارتفاع الأسعار والتقلبات في توفر المواد الغذائية.

1. الصراعات والحروب: الصراعات المسلحة لها تأثير كارثي على الأمن الغذائي حيث تقوض البنية التحتية والقدرة على الوصول إلى الأرض والموارد اللازمة للإنتاج الزراعي. بالإضافة لذلك، غالبًا ما يستهدف الجانبان المعارضين الدمار المتعمد لبنى تحتية غذائية وثقافية مهمة مما يزيد من تفاقم الوضع الإنساني المتردي أصلاً.

1. تدهور التربة والإفراط في استخدام الأسمدة: الاستخدام المكثف للأراضي الزراعية ومواد كيماوية ضارة مثل مبيد الحشرات وأسمدة النيتروجين قد تتسبب في تلف التربة ويقلل خصوبتها مع مرور الوقت. كما أنها تطلق كميات هائلة من غازات الدفيئة والتي تساهم أيضاً في ظاهرة الانحباس الحراري العالمي.

تداعيات تأخر التصرف بشأن الأزمة الغذائية العالمية:

• زيادة الفقر والجوع: إن ارتفاع أسعار الغذاء وانعدام القدرة على شرائه له عواقب وخيمة خاصة بالنسبة لأفقر الناس الذين يقضي الكثير منهم مساهمتهم المالية كل شهر بالفعل على الطعام. وقد يؤدي هذا إلى زيادة معدلات سوء التغذية وانتشار الأمراض المرتبطة بالجوع.

• اضطرابات اجتماعية واقتصادية: يشكل احتمال حدوث اضطرابات اجتماعية واحتمالية حدوث نزاعات محتملة أكبر المخاطر طويلة المدى الناجمة عن الأزمة الغذائية. ففي كثير من