قد يُثار تساؤل حول حكم قطع بعض الكلمات من الآيات أثناء تعليم القرآن الكريم. ومن المهم التأكيد على أن هذه الفتوى تقضي بأن قطع الآية كاملة -أي ترك جزء أساسي من معناها- ليس جائزا. ومع ذلك، فإن استخدام مقاطع قصيرة من الآيتين لتحقيق الفائدة التعليمية، كالتركيز على قواعد القراءة أو نغماتها، هو أمرٌ مشروع وممارس تاريخياً بين العلماء.
العبرة هنا تكمن في نوايا المعلم؛ إذا كان هدفه الرئيسي هو نقل حقيقة الأحكام الدينية بشكل صحيح ودقيق، فإن أخذ أمثلة فقط لتوضيح نقطة معينة لن يشكل مشكلة. مثال على ذلك، عند تناول موضوع "الوقف"، وهو توقيف القارئ للقراءة مؤقتاً قبل نهاية الآية، يجب تجنب أنواع محددة من الوقف التي قد تؤدي لفهم خاطئ للمعنى الأصلي للآية. تلك الأنواع تشمل الوقوف المفاجئ بدون رابط معنوي مناسب أو تبديل ترتيب الأفكار داخل الآية مما يؤثر على معناها العام. ويعدّ تعمد القيام بذلك بهدف تغيير الرسالة الأصلية للسورة جريمة كبيرة قد ترقى لمستوى الكفر حسب بعض التفسيرات الإسلامية المتشددة لهذه المسألة.
ومثل هؤلاء العلماء القدامى مثل الزركشي رحمه الله يوضحون كيف يمكن لأخطاء بسيطة في طريقة القراءة والتفسير أن تخلق انطباعات مضللة وتحرف محتوى النص المقدس. لذلك، ينصح دائمًا بالالتزام بالمبدأ الأساسي لاستخدام القرآن بطريقة تحترم روح وآيات الكتاب نفسه. وبالتالي، فالنية الحسنة والمعرفة الواسعة هما المفتاح للتغلب على أي لبس قد يحدث خلال عملية التدريس.