لا يجوز الجمع بين سنة العصر المستحبة القبلية وقضاء سنة الظهر بنية واحدة، وذلك لأن كل واحدة من هاتين السنن صلاة راتبة مقصودة لذاتها ولها وقت محدد. وفقًا لابن حجر الهيتمي رحمه الله، فإن تبعية النافلة لصلاة قبلها أو بعدها تجعلها مقصودة بذاتها، وبالتالي لا يمكن تداخل سنة ما قبل العصر مع قضاء راتبة الظهر.
راتبة الظهر مقصودة بالتبعية لفريضة الظهر، وسنة العصر مقصودة بالتبعية لصلاة العصر. هذا التداخل يبطل المقصود من كل منهما، كما ذكر ابن حجر الهيتمي في "الفتاوى الفقهية الكبرى".
ومع ذلك، هناك استثناءات لهذه القاعدة. تحية المسجد ونحوها ليست مقصودة لذاتها، بل لعدم هتك حرمة المسجد، وهذا حاصل بصلاة غيرها. وكذلك صوم نحو الاثنين، حيث أن القصد منه إحياء هذا اليوم بعبادة الصوم المخصوصة، وهذا حاصل بأي صوم وقع فيه.
في الختام، لا يمكن الجمع بين سنة العصر وقضاء سنة الظهر بنية واحدة، إلا إذا كانت إحداهما غير مقصودة لذاتها، مثل تحية المسجد مع فرض أو سنة أخرى.