حكم حقن البوتكس في الشعر والإبطين لتوقف أو تخفيف التعرق لمدة عدة أشهر فقط يعتمد على أمرين أساسيين. أولاً، البوتكس هو مادة سامة تخرج من بعض البكتيريا، ولكنها تعطى للمريض بنسب آمنة جداً. وفقاً لـ "موسوعة الملك عبد الله للمحتوى الصحي"، البوتكس هو ذيفان السجقية أو الوشيقية من النمط (أ)، وهو من الأمصال أو ذوفانات السموم واللقاحات. يُعطى هذا الدواء حقناً بجرعات مختلفة حسب الحالة، ولكن يجب ألا تتجاوز الجرعة التراكمية 200 وحدة خلال فترة 30 يوماً.
ثانياً، العرق هو فضلة من الفضلات التي يطرحها الجسم، ولا شك أن أي تغيير في طبع جسم الإنسان بمنع عمل بعض وظائفه قد يعرضه للخطر والضرر. لذلك، يرجع الأمر لأهل الاختصاص من الأطباء الثقات - وليس المختصين بالتجميل - لمعرفة مدى الضرر الذي قد يلحق الشخص باستعمال هذه الحقن لمنع خروج العرق أو تخفيفه.
في ضوء هذه الاعتبارات، يمكن القول إن حكم حقن البوتكس لتوقف أو تخفيف التعرق يعتمد على مدى الضرر المحتمل الذي قد ينتج عن ذلك. إذا كان الضرر أرجح من النفع أو مساوياً له، فالمنع هو الحكم الشرعي، لأن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح. أما إذا كان النفع أرجح، فالأظهر الجواز، لأن المصلحة الراجحة تقدم على المفسدة المرجوحة.
في النهاية، يجب التأكد من أن الغرض من الحقن مباح، كعلاج الأمراض وإزالة العيوب المرضية الطارئة، وليس لمجرد طلب الحسن أو إزالة آثار الشيخوخة ونحوها. والله أعلم.