في نور السنة المطهرة، هناك العديد من الأدلة التي تشجع المسلمين على المحافظة على الطهارة والاستعداد الدائم لصلاة. وقد ورد ذلك ضمن أحاديث عدة، منها قول النبي محمد صلى الله عليه وسلم لبيلال بن رباح رضي الله عنه عندما سأل الأخير عن أفضل عمل قام به خلال حياته الإسلامية: "ما عملت عملا أرجوه عندي أكثر مما كنت أتطهر فيه في ساعة الليل أو النهار ما كتب لي أن أصلي".
هذا الحديث يشير بشكل واضح إلى أهمية الطهارة وعدم تفريطها، ولكن ليس بطريقة حرفية حيث يتم طلب الوضوء لكل صلاة نافلة. وبالتالي فإن الاستنتاج المنطقي هنا هو أن المقصود هو بناء عادة وممارسة مستمرة للطهارة وليست شرط صارم لكل صلاة خاصة.
يوضح علماء الدين أيضاً أن تجدد الوضوء يكون مرغوبا فقط لمن أدّى بالفعل صلاة باستخدام نفس وضوئه السابق. أما بالنسبة لتلك الذين لم يؤدوا أي صلوات بهذا الوضوء، فليس هنالك ضرورة للتجديد. وهناك بعض الاستثناءات لهذا القاعدة العامة، مثل حالات الجمع بين الصلوات والتراويح وغيرها من الأحوال الخاصة.
وفي النهاية، يجب التأكيد على أن الأمر الذي ندور حوله ليس قضية اختيار شخصي، ولكنه مسألة تتعلق بالأداء المناسب للأفعال الدينية وفق التعاليم النبوية.