فتاة غربية في بداية عشرين، كزهرة تفتحت في تشرين، كانت مليئة جمالا وخصوبة، وكانت لذلك فتاة لعوبة، في زمن ما بعد الثورة الجنسية، وفي عصر التطورات التقنية، وحيث لا رقابة عليها ولا ولاية، كانت تسلك درب الغواية، تضع في حسابها صورة عارية كالعادة، فتنهال عليها الإعجابات وطقوس العبادة ..
كانت كالمرحاض للفتى الشقي، رغم علمها بأنه غير وفي، أما فتيان اللطافة واللباقة، وضعتهم في منطقة الصداقة، يُفيضون عليها من المال، ويلبونها لو طلبتهم في الحال، كانوا كمنفضة سجائر، وما لهم إلا فضفضة المشاعر، ولما سئلت متى ترغبين بالزواج؟ قالت لست على استعداد ولا لي احتياج
أنا ملكة وكل الرجال يدينون لي بالفضل، ومتى أردت تزوجت فلا عضل، ولكنها نسيت أن الزمان سريع المرور، وكم هي قصيرة أعمار الزهور، قالت بكل كبرياء: أنا جاهزة فأين الذكور الأشقياء؟ مازالوا يلعبون مع اللاتي كانت في سنهن؟ ويشربون الحليب مجانا وكانت مثلهن، قالت: تبا، كل الرجال قمامة ..
ولى زمن المروءة والشهامة، فقال الرجل الأليف: ليس كلنا كهؤلاء فهأنذا لطيف، وهي تتجاهل حضوره، تريد أهل الذكورة، ولكن هيهات هيهات، فأوج زمانها قد فات، قالت: إن الجمال جمال الروح، وأنا امرأة ذات طموح، أم تخافون من القوية، أنا من السماء هدية! من يستحق لقب الرجولة، فطلباتي باتت معقولة
ولما أدركت أن كل رجل مطلوب، متزوج أو ذو مواعيد عرقوب، قالت: رضيت بنصف رجل، فإن رحمي على الطفل عجل، هذه حقيقة زواج الحب، لمن تأمله عن قرب، وانتشار الزنا، من أسباب الفنا، ونزول عقوبة ربنا، هذه قصة تتكرر في أبعد الأمصار، "فاعتبروا يا ألي الأبصار"!