قريش كان فيها مجموعة من حكماء ووجهاء القبائل إسمهم "دار الندوة"، كلهم أعمارهم كبيرة باستثناء واحد وهو عمرو بن هشام "أبو الحكم - أبو جهل" دخله وهو بالعشرينات، لأنه كان حكيم وداهية، لدرجة إنه قبيلته "بني مخزوم" إعتبرته ممثلها بدار الندوة، وبني مخزوم بقريش يعتبروا من "كراسي البلد".
ومن قوة شخصيته وعظمة مكانته بقريش، الرسول تمنّى إسلامه هو أو عمر بن الخطاب.
المهم أبو الحكم ما آمن بدعوة الإسلام وكان من أشد الناس محاربة للرسول، وصارت تصرفاته كلها طيش وبدون تفكير، لدرجة إنه الوليد بن المغيرة (أبو سيدنا خالد بن الوليد) لقبه بأبو جهل بسبب تصرفاته بعد دعوة الرسول.
طب واحد بحكمته وعقله شو يللي بخليه بهالعداء للرسول وللدين !
بحسب كتاب السيرة النبوية لإبن هشام، بيوم من الأيام قرر أبو جهل وأبو سفيان والأخنس الثقفي يروحوا يتسمّعوا عالرسول وهو بصلي.
بعد ما خلصوا فالأخنس سأل أبو سفيان عن رأيه، وجاوبه بإختصار إنه في أشياء فهمها وأشياء ما فهمها.
فسأل أبو جهل، والتالي رد أبو جهل حرفياً:
"تنازعنا نحن وبنو عبد مناف (قبيلة الرسول) الشرف، أطعموا فأطعمنا، وحملوا فحملنا، وأعطوا فأعطينا، حتى إذا تجاذبنا على الركب، وكنا كفرسَي رهان، قالوا: منّا نبي يأتيه الوحي من السماء؛ فمتى ندرك مثل هذه! والله لا نؤمن به أبدًا ولا نصدقه".
الخلاصة
الرسول قال: "دعوها فإنّها منتنة" لأنه فعلًا العصبية القبلية والعشائرية نتنة وبتعمي عيونك.
بلال من رباح لا يقارن أصلًا ونسبًا أمام أبو جهل، إسمه الثلاثي ما بنعرفه.
بينما أبو جهل نسبه من أعظم أنساب العرب، جدوده كعب ولؤي ومعد وعدنان، لكنه عند الله ما بصل نعل بلال.
بكفي زهقت.