العنوان: "تأثير الألعاب الإلكترونية على الصحة العقلية للأطفال والمراهقين"

في ظلّ التطور الرقمي المتسارع الذي يشهده العالم اليوم، اصبحت الألعاب الالكترونية جزءاً أساسياً من حياتنا اليومية. وعلى الرغم من كونها مصدر تسلية وت

  • صاحب المنشور: عمران الشاوي

    ملخص النقاش:

    في ظلّ التطور الرقمي المتسارع الذي يشهده العالم اليوم، اصبحت الألعاب الالكترونية جزءاً أساسياً من حياتنا اليومية. وعلى الرغم من كونها مصدر تسلية وترويح للكثير من الأشخاص، إلا أنها قد تشكل تحديات صحية نفسية خاصة لدى الأطفال والمراهقين. هذا المقال سيستعرض تأثيرات هذه الألعاب على الصحة العقلية لهذه الفئة العمرية الحساسة.

من الجوانب الرئيسية التي تحتاج إلى النظر بها هي الإدمان على الألعاب الإلكترونية. يمكن للأطفال والمراهقين الذين يقضون ساعات طويلة أمام الشاشات ان ينغمسوا بشدة في اللعبة مما يؤدي الى إدمان محتمل. وفقا لدراسة نشرت عام 2019 في مجلة Psychiatry Research, فإن حوالي 3% من اللاعبين الشباب يعانون من اعراض اضطراب ألعاب الفيديو. هذا النوع من الإدمان ليس فقط يتسبب في ضعف الأداء الأكاديمي وانخفاض مستوى اللياقة البدنية، ولكنه أيضًا مرتبط بتطوير مشاكل عاطفية مثل الاكتئاب والقلق واضطرابات النوم.

التأثير الاجتماعي والعاطفي

بالإضافة إلى التأثيرات الصحية الجسدية والنفسية المباشرة، تعكس الألعاب الإلكترونية أيضا صورة غير واقعية للعلاقات الاجتماعية والتفاعل البشري. حيث يتم غرس فكرة البحث عن الكمال والإنجازات الشخصية عبر الإنترنت والتي قد تتناقض مع الواقع العملي للحياة اليومية. كذلك، يمكن أن تؤثر وسائل التواصل المرتبطة بالألعاب بشكل سلبي على تقدير الذات والثقة بالنفس إذا لم يكن الطفل قادرًا على تحقيق أداء عالٍ أو مواجهة المنافسة بطريقة صحية.

ومن الجانب الآخر، هناك بعض الدراسات التي أثبتت أن القليل من الوقت المنفق في الألعاب الإلكترونية يمكن أن يكون مفيدًا لتطوير المهارات مثل حل المشكلات واتخاذ القرار، خصوصاً تلك الأنواع التعليمية منها. ولكن الاستخدام المحافظ ضروري لمنع أي آثار سلبية محتملة.

دور الوالدين والمعلمين

يلعب الآباء والمعلمون دوراً حيوياً في توجيه استهلاك الأطفال للألعاب الالكترونية. يجب عليهم وضع حدود زمنية واستخدام الأساليب التربوية للتوعية بأهمية الموازنة بين وقت الشاشة والأنشطة الأخرى. كما يوجد حاجة لزيادة الوعي حول المخاطر المحتملة للإفراط في استخدام هذه الأجهزة وإظهار البدائل الصحية والأكثر إنتاجية.

في النهاية، الأمر يحتاج إلى توازن دقيق بين الاستمتاع بالتقنية الحديثة وفهم مخاطرها. يجب تشجيع الأطفال والمراهقين على الانخراط في مجموعة متنوعة من الهوايات وممارسة الرياضة والحفاظ على شبكات دعم اجتماعي قوية، بينما يستمر المجتمع في البحث عن أفضل الطرق للموازنة بين عالم رقمي جذاب وأصول حياتهم الروحية والجسدية.


زليخة القاسمي

6 مدونة المشاركات

التعليقات