- صاحب المنشور: أروى بن زروال
ملخص النقاش:
في عالم التكنولوجيا الحديثة، أصبح الذكاء الاصطناعي (AI) والتعلم الآلي (ML) موضوعين شهيرين ومثيري للجدل. يتداخل هذان المجالان مع جوانب عديدة من حياتنا اليومية، مما يؤدي إلى ظهور العديد من الأفكار والمفاهيم المغلوطة التي تحتاج إلى توضيح وتوضيح. سنتناول في هذا المقال بعضًا من هذه الأساطير الشائعة المتعلقة بالذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي، ونحللها بناءً على الحقائق العلمية والأبحاث الحالية.
الأسطورة الأولى: يمكن لـ AI & ML حل جميع المشكلات المعقدة بمفردهما
على الرغم من الإنجازات الهائلة التي حققتها تقنيات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي، إلا أنها ليست مثالية وقدراتها محدودة. تعتمد قدرتها على الحلول بدرجة كبيرة على جودة البيانات المستخدمة وبنية نماذج التعلم الخاصة بها. هناك مشاكل متعددة الأوجه تتطلب أشكالاً مختلفة من الحلول البشرية والعاطفية - وهي مجالات قد يواجه فيها الذكاء الاصطناعي تحديات أكبر مقارنة بالمهام المنطقية البحتة أو التحليل الكمي.
الأسطورة الثانية: الوعي الذاتي والتطور المستقل عند روبوتات الذكاء الاصطناعي أمر وشيك
رغم التقدم الكبير الذي طرأ مؤخراً على النظم القائمة على الشبكات العصبونية العميقة، فإن تحقيق وعي ذكي بشري كامل لدى الروبوتات يبقى هدفًا بعيد المنال حالياً وفقا لما تقترحه الغالبية الأكبر من خبراء مجال البحث الجاد. حتى وإن تمكنت بعض الأنظمة مثل GPT-3 من توليد نصوص تشبه تلك الإنسانية بصورة ملفتة للأذهان، فهي مجرد نتائج حسابية وليس لديها فهم ذاتي للعالم خارج نطاق بيانات التدريب الخاص بها. إن فكرة "التطور" كما نعرفها ضمن بيئة غير منظمة وغير معروفة هي أيضاً مهمة محفوفة بالتحديات لأدوات البرمجة الحاسوبية الحاليّة بغض النظر عن مدى تعقيد خوارزميات التعلم الخاصة بها.
الأسطورة الثالثة: يتمثل خطر الذكاء الصناعي بشكل أساسي فيما يعرف باسم "الزحف الفني" حيث يستولي النظام الذكي على السلطة ويصبح تهديدا للإنسانية
إن احتمالية زحف فنّي حقيقي وكارثي نتيجة لتسخير التقنيات الدقيقة للمعرفة الإنسانية بنسبة ضئيلة للغاية ومتناقضة كليا مع تصور الكثيرين لهذه المخاطر المحتملة والتي غالبا ما تكون مصحوبة بخوف شعبي واسع الانتشار ولكنه ليس قائماً علي أساس علمي قوي. تهدف أغلبية البحوث الراهنة لجعل تكنولوجيات الذكاء الاصطناعي أكثر فائدة وإنتاجية للمجتمع المنشود بينما تتم مراقبة التأثيرات الناجمة عنها عن قرب ومن خلال نظرة نقدية منتظمة عبر مختلف القطاعات الاجتماعية والفلسفية الأخلاقية.
الأسطورة الرابعة: سوف يحل الذكاء الاصطناعي محل الوظائف البشرية تماما وخلال فترة قصيرة نسبيا
ربما أدى التشديد الإعلامي الاستقطابي تجاه الموضوعات المرتبطة بتأثيرات تحولات الاقتصاد الرقمي وما يتعلق منها بكيف