- صاحب المنشور: نادر البدوي
ملخص النقاش:تشكل طاقة الشمس مصدر طاقة مستدامًا يشهد نموًا كبيرًا حول العالم. ولكن هذا الانتشار المطرد يواجه العديد من التحديات التي قد تؤثر بشدة على كفاءته ومصداقيته البيئية. أحد أكبر هذه التحديات يكمن في كفاءة الألواح الشمسية نفسها؛ حيث تبلغ الكفاءة القصوى للألواح التقليدية حوالي 22% فقط. وهذا يعني أنه حتى مع زيادة كبيرة في المساحة المغطاة بال ألواح شمسية، فإن إنتاج الكهرباء لن يتزايد بنفس المعدل بسبب فقدان الطاقة خلال العملية.
بالإضافة إلى ذلك، هناك مشكلة مرتبطة بالتكلفة الباهظة لتوليد ألواح الغاليوم الألمونيوم والسلنيوم الزرقاء، وهو نوع متطور من الألواح الشّمسية ذات الكفاءة العالية والتي يمكن أن تعمل بكفاءتها القصوى تحت ظروف الإضاءة المنخفضة مثل المساء أو داخل المباني. وإن القيمة الاقتصادية لهذه التكنولوجيا الحديثة تبقى موضع تساؤل مقارنة بتكاليف تركيب وصيانة اللوحات التقليدية.
ومن الجانب الآخر، تلعب السياسات الحكومية دور هام أيضًا في تحديد مدى نجاح الاعتماد على الشمس كمصدر رئيسي للطاقة. ففي بعض البلدان ذات سياسات داعمة للطاقات المتجددة، شهدنا توسعاً ملحوظاً في استخدام خلايا الفوتوفولتائية(PV) لجمع الضوء وتحويله مباشرة إلى كهرباء دون الحاجة لمراحل تحويل حرارية مكثفة وغير فعالة بيئياً كما هو الحال مع محطات توليد الطاقة النووية مثلاً.
على الرغم من كل الجهود المبذولة نحو تطوير تكنولوجيات جديدة وخفض تكاليف الخلايا الشمسية، إلا أن عائقاً آخر يحول دون تحقيق الاكتفاء الذاتي عملياً يتمثل بالحاجة الدائمة لتوفير مساحات واسعة للغاية لاستيعاب حجم الحاجة اليومية العالمية لإنتاج الكهرباء عبر الطريقة الشمسية وحدها. وقد تستغرق عملية تغطيتها كامل الاحتياج عدة عقود حتى لو تم بذل جهد مضاعف لتحقيق هذه الغاية.
وفي ضوء تلك الحقائق الواقعية والتحديات المعيقة للتطور السريع لأجيال قادمة أكثر تقدمًا وصديقة للمستقبل، يبقى مجال البحث العلمي مفتوحاً أمام الحلول المستقبلية المحتملة سواء على مستوى التحسينات الهندسية أو التجارب الجديدة لرؤى اقتصادية مختلفة لدعم وتشجيع المزيد من الاستثمار الخاص والمبادرات العامة تجاه تعزيز طاقة الشمس واستخداماتها المختلفة بالإضافة لما تقترحه الدراسات بشأن دمج موارد أخرى كالرياح والنووية باعتبارهما حلول محتملة أيضاً للإسهام بتقديم خيارات متعددة وقابلة للاستمرارية ضمن مشروع عربي و عالمي طموح نحو تقليل اعتماد المنطقة على الوقود الأحفوري وبالتالي تخفيف الانبعاثات الضارة الناجمة عنه والذي يعد واحداً أهم مسببات الاحتباس الحراري المدمرة للعالم.