• صاحب المنشور: بهية القاسمي
  
  ملخص النقاش:
  في عصرنا الحالي، أصبح العالم أكثر ارتباطًا بالتكنولوجيا من أي وقت مضى. مع ذلك، يأتي هذا الربط الكبير بتكلفة بيئية كبيرة. إن التصنيع والاستخدام الواسع للمعدات الإلكترونية له تأثير واضح على البيئة، مما يؤدي إلى زيادة انبعاثات الكربون والتلوث الإلكتروني. بالإضافة إلى ذلك، فإن انتهاء عمر هذه الأجهزة وخروجها من الخدمة يشكل أيضًا مشكلة حادة فيما يتعلق بإدارة النفايات. يسلط هذا المقال الضوء على التحديات الرئيسية التي تواجه الاستدامة الرقمية ويقدم استراتيجيات لتعزيز توازن أكثر توازناً بين التكنولوجيا والبيئة.

تحديات الاستدامة الرقمية

1. الانبعاثات المرتفعة: وفقاً لدراسة نشرتها وكالة الطاقة الدولية عام 2020، قد تتجاوز الحوسبة المستقبلية نسبة الـ7% من إجمالي الانبعاثات العالمية بحلول العام 2040 إذا ظلت الاتجاهات الحالية قائمة. تشمل هذه الانبعاثات طاقة التشغيل وتبريد مراكز البيانات وصناعة الأجهزة نفسها.

1. مخلفات الإلكترونيات: تُعتبر مخلفات الإلكترونيات أحد أسرع أنواع النفايات نموًا حول العالم. يُقدر الاتحاد الأوروبي أن حوالي نصف مليار جهاز إلكتروني يتم رميها كل سنة داخل حدود دوله الأعضاء وحدها. العديد منها يحتوي مواد خطرة يمكن أن تضر بالبيئة والأشخاص عند التعامل غير الصحيح معها.

1. استنزاف الموارد الطبيعية: تصنيع المنتجات الإلكترونية يستلزم كميات هائلة من المعادن مثل الذهب، القصدير، والكوبالت وغيرها. غالبًا ما تتم عمليات التنقيب لهذه الخامات بطرق عشوائية وهشة اجتماعيًا بيئيًا خاصة في المناطق النائية أو الفقيرة اقتصاديًا.

استراتيجيات تعزيز الاستدامة الرقمية

1. الاستدامة المادية للمنتجات: شجع الشركات المصنعة على تصميم منتجات ذات حياة طويلة وقابلة للإصلاح والاستبدال الجزئي عندما يلزم الأمر بدلاً من طرح نماذج جديدة باستمرار. كذلك، يمكن تقديم حوافز للشراء المبكر للأجيال القديمة المتاحة لإعادة التدوير وإعادة الاستخدام.

1. الكفاءة الطاقوية: العمل على تحسين كفاءة استخدام الطاقة لمراكز البيانات عبر تقليل درجة حرارتها وتعظيم إعادة استخدام النفايات الحرارية فيها وكذلك تطوير خوارزميات ذكية لحساب متطلباتها الفعلية للطاقة بناءً على الشغل المحسوب وليس المثبت حالياً وهو عادة أعلى بكثير منه فعليا بسبب عوامل أخرى مثل الوقت والموقع الجغرافي لكل مركز بيانات وما إلى ذلك...الخ

1. إعادة تدوير المخلفات الإلكترونية بأمان: وضع سياسات إلزامية لتدوير ومراقبة دورة الحياة كاملة لأجهزة الكمبيوتر الشخصية وأشباهها بهدف منع رسوها العشوائي بالمحيط الحيوي ومن ثم تأثيرات محتملة ضارة عليه وعلى ساكنيه سواء كانوا بشراً ام حيوانات برية كانت أم بحرية . كما ينبغي توعية المجتمع نحو أهمية فرز تلك الأنواع الخاصة للنفايات بطريقة منظمة وآمنة تفاديا للتسمم والإضرار بل والحرائق المحتملة نتيجة تركيب بعض المواد الخطرة بمكوناته الأساسية .

إن تحقيق التوازن الأمثل بين التقدم التكنولوجي واحترام البيئة ليس بالأمر السهل لكنه ضروري لبناء مستقبل مستدام حقا لمنظومة الأرض بكل قطاعاتِها المختلفة!