فيما يتعلق برؤية الله سبحانه وتعالى في هذا العالم، فإن علماء الدين اتفقوا بشكل عام على أنه ليس ممكنًا لشخص ما رؤيته جسديًّا أثناء حياته الأرضية، سواء كان مؤمنًا أم غير مؤمن. جاء الحديث الشريف الذي رواه الإمام مسلم: "قال رسول الله ﷺ: يوم أحذر فيه الناس الدجال... تعلموا أنه لن يرى أحد منكم ربّه عز وجل حتى يموت." وهذا يدل على عدم قدرة البشر على رؤية خالقهم بصورة مادية قبل موتهم.
حتى موسى عليه السلام عندما طلب الرؤية، اقتصر جواب الرب عليه بالتأكيد بأنه لن يراني بجسده البشري، حيث يقول القرآن الكريم: "ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه قال رب أرني أنظر إليك قال لن تراني ولكن انظر إلى الجبل فإن استقر مكانه فسوف تراني فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا وخَرَّ موسى صعقاً". ومن الادعاء بأن شخص ما قد رأى الله بهذا المعنى، فهذا يعني اعتباره نفسه أعلى مرتبة من نبينا محمد ﷺ وموسى عليهم الصلاة والسلام.
ومن هنا، يؤكد الفقهاء مثل الشيخ الأكبر ابن تيمية رحمه الله أن أي ادعاء لرؤية الله بشخص بشري خلال حياة الفرد ينافي الوحدة الإلهية ويعتبر باطلاً بلا جدال بين المتخصصين في علوم العقيدة الإسلامية. ويتمثل الاختلاف الوحيد فيما إذا كانت هذه الرؤية واردة بالنسبة للنبي محمد ﷺ خصوصاً، وهو أمر محل نقاش بين العلماء أيضًا. ومع ذلك، يبقى الاتفاق العام ثابتًا: لا يستطيع الإنسان - بغض النظر عن إيمانه أو مكانته الروحية - التعرض لرؤية ذات طبيعة حسية للرب الواحد الحق في عالمنا الحالي.