- صاحب المنشور: شروق بن عثمان
ملخص النقاش:يشكل الذكاء الاصطناعي ثورة تكنولوجية هائلة تهدد بالتحول الشامل لسوق العمل كما نعرفه. من ناحية، يفتح هذا التطور مستقبلا جديدا مليئا بالإمكانيات والفرص؛ حيث يمكن للذكاء الاصطناعي تعزيز الكفاءة والإنتاجية عبر أدوات التشغيل الآلي للمهام الروتينية والمملة.
بيد أنه ينذر أيضا بخسائر كبيرة. قد يؤدي انتشار هذه التقنية إلى خسارة ملايين الوظائف التي كانت تتطلب مهارات بسيطة قابلة للتدويل بواسطة البرمجيات المتقدمة. ليس ذلك فحسب، بل إن بعض الدراسات تحذر بأن الذكاء الاصطناعي ذو المستوى الأعلى قد يستبدل حتى وظائف العليا والمعقدة ذات مرة مثل المحاسبة والتخطيط الاستراتيجي وغيرها الكثير.
التأثيرات الاقتصادية
على الرغم من المخاوف بشأن فقدان الوظائف، هناك وجه آخر لهذه القضية. الذكاء الاصطناعي قادرٌ على خلق وظائف جديدة تماماً لم يكن لها وجود سابقًا. ففي حين يتم استبدال الأعمال البسيطة بأتمتة المعلومات، فإن الطلب سوف يرتفع بلا شك على رواد أعمال ماهرين ومختصين في برمجة وصيانة الأنظمة الذكية بالإضافة إلى خبراء البيانات والحوسبة السحابية وغيرهم ممن يتخصصون في مجالات متخصصة مرتبطة مباشرة بتكنولوجيا AI.
الحاجة لتطوير المهارات البشرية
إن مفتاح التعامل مع حالة عدم اليقين الناجمة عن الثورة الرقمية يكمن في مواجهة تحديات القرن الواحد والعشرين بإعادة تأهيل القوة العاملة الحالية وتعليم الأفراد الجدد كيفية فهم واستخدام تقنيات الذكاء الصناعي بكفاءة عالية. وهذا يعني التركيز أكثر فأكثر على التعليم مدى الحياة وأساليب تعلم مرنة للغاية تمكن الأشخاص من الانتقال بسلاسة بين المجالات المختلفة عندما تصبح حاجتهم محددة بشكل أكبر أو أقل تواترًا في السوق العالمية.
دور الحكومة والمجتمع المدني
كما تلعب السياسات الحكومية دوراً حاسماً أيضاً في إدارة عملية التحول تلك بطريقة مسؤولة اجتماعياً واقتصادياً. ويندرج ضمن هذه المسؤوليات توفير الضمان الاجتماعي المناسب لتلك الفئات التي تواجه مخاطر عاطلتها بسبب التغيرات المحتملة فيما بعد. كذلك تشجيع البحث العلمي والابتكار لإيجاد حلول مبتكرة لمعضلات الاندماج المجتمعي والتوزيع العادل للأرباح المنتشرة عبر القطاعات كافة نتيجة توسعات رقميّة كهذه.