البحث عن اليقين: حكم تناول الطعام المحتمل اشتقاقه من الخنزير

إذا كنت تشعر بالارتباك بشأن مكونات إحدى منتجات غذائك مثل اللبن المجفف والذي يحتوي على مادة ليستين والتي ربما تكون مصدرها خنازير، فأنت تسعى للحفاظ على

إذا كنت تشعر بالارتباك بشأن مكونات إحدى منتجات غذائك مثل اللبن المجفف والذي يحتوي على مادة ليستين والتي ربما تكون مصدرها خنازير، فأنت تسعى للحفاظ على التقوى والإلتزام بالقواعد الشرعية. أولاً، ينبغي التأكد من طبيعة تلك المادة بشكل قطعي قبل اتخاذ القرار.

وفقًا للشريعة الإسلامية، الأصل في الأمور هو الإباحة والطهارة. يقول الله سبحانه وتعالى "هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا". لذلك، كل شيء موجود في العالم خلقه الله لأجلنا ويمكن اعتباره حلال للأكل إلا إذا تأكدنا بخبرة أنه غير طاهر أو غير صالح للاستهلاك.

إذا أثبتت الدراسات أن ليستين مستمدة فعلاً من حيوانات ممنوعة مثل الخنازير، فإن الأمر مختلف. ولكن يبقى المهم كيف تتم معالجة هذه المادة أثناء عملية التصنيع.

على سبيل المثال، إذا تم تغيير خصائص الليسين تمامًا خلال مراحل تصنيع المنتج حتى تتغير هويته الكاملة (أي التحويل للاستحالة)، فقد يعتبر لحاليًا مُباح الاستخدام حسب الاتفاق العام بين العلماء المسلمين.

وقد صدر تقرير رسمي عن منظمة الإسلامية للعلوم الطبية يشجع أيضًا على استخدام المنتجات المستحالة والتي تعتبر الآن نظيفة وطاهرة وفق التعريف الشرعي.

بالعودة إلى قضيتك الخاصة، طالما لم تثبت لك وجود ارتباط مباشر بين الليسين والخنازير بنسبة يقينية بنسبة %100، يمكنك الاستمرار في استخدام اللبن المجفف بدون الشعور بأي ندم. ومع ذلك، قد يكون من الوعيد تجنب المشتريات المستقبلية لهذه الأنواع من المنتجات لحين توفر معلومات مؤكدة حول مصدر مكوناته الرئيسية. وفي حال عدم القدرة على تحديد المصدر بدقة، فإن التروي واتباع جانب السلامة أفضل بكثير من المخاطرة بإصدار حكم خاطئ.

يرجى الرجوع دائماً للمختصين عند وجود شكوك ذات أهمية كبيرة فيما يتعلق بالمواد الغذائية وحكميتها وفق الأحكام الدينية الأخلاقية والقانونية المعاصرة.

والله أعلى وأعلم بما هو خير ورشد لعبده المؤمن!


الفقيه أبو محمد

17997 مدونة المشاركات

التعليقات