لا فرج دون صدق ... فلنكف عن التكاذب:
١- كأني بأمتنا -أفرادا وشعوبا- اليوم كأصحاب الغار الذين دخلوا غاراً فسقطت على فمه صخرة حبستهم في غارهم ذلك ومنعتهم من الخروج، عندها أيقنوا بأنهم لن يخرجوا منها الا بالتوسل بأعمال صادقة خالصة عند رب كريم عليم، فبماذا تظنونهم توسلوا؟!-
٢- أجيبكم: احدهم توسل بأدائه لأجر أجيره أو قل خادمه وحفظه له وإحسانه اليه، وأما الآخر فتوسل ببره لوالديه وسهره ليلة كاملة حتى يستيقظا ويشربا كأسا من حليب أحضره لهما، وأما الثالث فتوسل بحفظه لعرض أمرأة مؤمنة وأنه لم يستغل حاجتها وضعفها لقضاء وطره.
٣- ما أفقه هؤلاء وما أصدقهم! ... فقد علموا أنه من تضييع الوقت التوسل بشعائر تعبد فعلوها عادة لا عبادة، أدركوا أنهم أمام موقف لا نجاة فيه الا بالإخلاص والصدق، فألهمهم الله تذكر تلك الأعمال التي نلاحظ أنها تجتمع على نفع الناس وأداء الحقوق وكف الأذى والإنتصار على الشيطان وهوى النفس.
٤- لذا لا خلاص لنا مما نحن فيه بالنواح ولا بمظاهر تدين مغشوش ولا بالكذب على النفس او على الآخر، الخلاص هو بالصدق في كل ما نأتي ونذر، فهل ُيعقل أننا نقوم بهذه الكمية الهائلة من الشعائر دون أن تنتهي بطهارة قلوبنا وانشراح صدورنا وتترجم الى تحسن في علاقاتنا البينية وعمارة الأرض؟!.
٥- الشعائر ومظاهر التعبد يا سادة ... كالأدوية لا تعالج الأمراض الا ان كانت صالحة ووضعت في موضعها، أما إن كانت كاذبة وهمية (بلاسيبو) أو مغشوشة ... فلا... الا ماكان من بعض تأثيرها النفسي لا الفعلي ، فاللهم أعنا على الإخلاص والصدق.
(حديث الغار في صحيح البخاري فتأملوه بورك فيكم)