إذا كنت مسافراً وقصرت صلاة المغرب في سفرك جهلاً بحكمها، ثم علمت لاحقاً أنها لا تقصر، فقد يراودك الحيرة حول ما يجب عليك فعله بشأن صلوات المغرب التي قمت بها قصراً. وفقاً للمذهب السائد بين العلماء، فإن صلاة المغرب لا تقصر في السفر، وهذا أمر متفق عليه بين المسلمين.
في هذه الحالة، يجب عليك التوبة من تقصيرك في تعلم ما يجب عليك، ولكن هل تلزمك إعادة صلوات المغرب التي قمت بها قصراً؟ هناك قولان لأهل العلم في هذا الشأن:
1. القول الأول: لا يجب عليك إعادة الصلاة؛ لأنك معذور بجهلك.
2. القول الثاني: يجب عليك إعادة صلوات المغرب التي قمت بها قصراً؛ لأنها لم تصح. هذا هو رأي جمهور الفقهاء.
ومع ذلك، فإن أظهر القولين في هذا الشأن هو أنه لا إعادة على الجاهل، كما ثبتت بذلك السنة في وقائع كثيرة. وهذا هو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله.
إذا كنت ترغب في الاحتياط وخروجاً من خلاف من أوجب إعادة الصلاة، يمكنك إعادة صلوات المغرب التي قمت بها قصراً. ولكن إذا قضيت هذه الصلوات من باب الاحتياط، فإنه سيكون حسناً وأبرأ للذمة. والله أعلم.
تذكر دائماً أن تعلم ما يجب عليك من أحكام الدين هو واجب عليك، وأن القول على الله بلا علم محرم. نسأل الله أن يهدينا جميعاً إلى ما يحب ويرضى.