- صاحب المنشور: نادية المهيري
ملخص النقاش:مع تزايد انتشار الأجهزة الرقمية والتطبيقات الحديثة في حياتنا اليومية، أصبح الأطفال والشباب أكثر ارتباطا بالإنترنت وتطبيقات التواصل الاجتماعي. هذه الثورة التكنولوجية تحمل العديد من الفوائد مثل الوصول إلى المعلومات بسرعة وكفاءة، التعليم الإلكتروني، والترفيه المتنوع. ولكنها أيضا تشكل تحديات جديدة تتعلق بصحة نفسية هؤلاء الأفراد.
من جهة، يمكن للتكنولوجيا تعزيز مهارات التعلم لدى الأطفال وتعزيز فرصهم الاجتماعية عبر وسائل التواصل الاجتماعي. كما أنها توفر أدوات مساعدة للرعاية الصحية والنفسية، حيث تقدم خدمات الاستشارة والدعم النفسي عبر الإنترنت. بالإضافة إلى ذلك، تساهم التكنولوجيا في خلق بيئة تعليمية أكثر جاذبية وملاءمة لاحتياجات الطلبة المختلفين.
بالمقابل، هناك مخاطر مرتبطة باستخدام التكنولوجيا التي قد تؤثر سلباً على الصحة النفسية للأطفال والشباب. ضعف الوعي حول الاستخدام الآمن للمعلومات الشخصية يعرض خصوصيتهم للخطر، مما يؤدي غالباً إلى القلق والحساسية الزائدة. كذلك، يمكن أن يزيد الوقت طويل المدى أمام الشاشات من خطر الاكتئاب والقلق والإدمان على الألعاب أو الشبكات الاجتماعية.
كما أثبتت الدراسات أنه مع انخفاض مستوى النشاط البدني المرتبط بتعطل الروتين الحركي بسبب الاعتماد الكبير على التكنولوجيا، يتعرض الشباب لمعدلات أعلى من الأمراض الخطيرة مثل السمنة وأمراض القلب والأوعية الدموية.
التوازن المثالي
لإدارة هذا الوضع المعقد بشكل صحيح، ينبغي التركيز على تحقيق توازن بين فوائد ومخاطر تكنولوجيا المعلومات. وهذا يعني وضع حدود واضحة لاستخدام الإنترنت للأطفال والشباب، تشجيع النشاط البدني المنتظم، تقديم الدعم العائلي والجماعي لتحسين المهارات الاجتماعية والعقلية، فضلا عن رفع الوعي بالقضايا الأمنية الرقمية لحماية البيانات الخاصة بهم.
بالإضافة لذلك، دور المدارس والهيئات التربوية حيوي أيضا. إن دمج دورات تدريبية حول استخدام التكنولوجيا بطريقة صحية وآمنة داخل المناهج الدراسية يمكن أن يساعد في بناء جيلاً مستعدًا لتقبل العالم الرقمي بطرق فعالة ومنضبطة.