إذا تلفظ شخص بغضب بكلمة "يلعن الدين" دون اكتماله، فإن هذا التصرف يحتسب خطيئة وعمل سيء. ومع ذلك، وفقاً للشريعة الإسلامية، لا يعني ذلك أن كل أعمال الشخص الصالحة التي قام بها سابقا ستلغى. إن الفرق بين إلغاء العمل والثواب هو أمر مهم يجب فهمه.
إلغاء العمل يعني بطلان العمل تماما، بينما إلغاء الثواب يعني عدم الحصول على مكافأة مقابل ذلك العمل. يمكن أن يحدث الثاني بدون الأول، حيث قد يكون هناك عمل صحيح ولكنه بلا ثواب نتيجة عصيان الله في بعض الأمور الأخرى. مثلا، إذا كنت تصلي في مكان مغتصب، فإن صلاتك تكون صحيحة لكنها لن تجلب لك ثواب بسبب عدم احترام حقوق الملكية.
بالانتقال إلى حالة المرتد الذي يعود للتوبة والإسلام مرة أخرى، تبقى جميع أعماله الصالحة التي قام بها أثناء فترة إسلامه الأولى قائما ومحفوظا. كما ذكر القرآن الكريم "ومن يرجع منكم عن دينه فيمت كافرا فأولئك حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون". هنا اشترط الله تعالى كون الشخص ميتا كافرا لإلغاء جميع أعماله السابقة. لذلك، حتى وإن كانت مرتكب الذنب مرتدا ويعود للتوبة لاحقا، فإن أفعاله الطيبة الأصلية تبقى قائمة وثابتة.
خلاصة القول هي أنه رغم وجود فرعيات قانونية دقيقة حول هذه النقاط المختلفة، إلا أنه بشكل عام، الأفعال المرغوبة مثل الأعمال الصالحة والأعمال الجانحة لها آثار مختلفة داخل نظام العقوبات الربانية.