• صاحب المنشور: دليلة بن يوسف
  
  ملخص النقاش:
  

  يُعتبر الإسلام ديناً يربط الإنسان ارتباطاً وثيقاً بالطبيعة والمحيط الذي يعيش فيه. يعكس هذا الارتباط العديد من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي تشجع على حماية البيئة واستخدام موارد الطبيعة بحكمة وعدل. من جهة أخرى، يشجع الإسلام أيضاً على تطوير المجتمع البشري وتقدم الحضارة. كيف يمكن تحقيق توازن بين هاتين القوتين المتعارضة ظاهرياً؟

تعاليم الإسلام حول البيئة والحفاظ عليها

تنبع أهمية حماية البيئة في الإسلام من عدة مصادر رئيسية:

1. الأمر بالحفظ: يؤكد القرآن الكريم والسنة النبوية على واجب المسلمين في حفظ الأرض ومواردها. يقول الله تعالى في سورة الأعراف (7:33): "وَلا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِهَا". كما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن "لا ضرر ولا ضرار"، مما يعني أنه يجب علينا تجنب الضرر الذاتي وضمان عدم إيذاء الآخرين أو بيئتهم.

1. استخدام الموارد بالتوازن: يدعو الإسلام إلى استخدام موارده بطريقة متوازنة بعيدة عن الإسراف والقصور. كما ورد في الحديث الشريف عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم حيث قال: "إذا استأذن أحدكم على أخيه فلا يسلّم حتى يُؤذَن له" ثم توضيحه لهذا الأمر بقوله: "إن ذلك أعظم لريحته وأبعد للمقت من قلبه". وهذا التشبيه يستخدم للإشارة إلى أهمية الاعتدال والتوازن في جميع جوانب الحياة الإنسانية.

1. العناية بالخلق: يشمل خلق الله كل كائن حي وكل جزء من العالم الطبيعي. لذلك فإن العناية بهذه المخلوقات هي أيضًا جانب مهم من جوانب احترام الخالق حسب تعليمات الدين الإسلامي.

التنمية الاجتماعية والاقتصادية والصحة البيئية

بالنظر إلى تحديات القرن الحادي والعشرين مثل تغير المناخ، فقد أصبح هناك حاجة ملحة لمواءمة الجهود الاقتصادية مع الاحتياجات البيئية. إن الجمع بين التنمية المستدامة وتعزيز الرخاء الاجتماعي يحقق هدفًا أكثر شمولاً وهو مجتمع مزدهر وبنية تحتية صحية. تتضمن هذه العملية تنظيم السياسات الحكومية وإدارة الموارد والاستثمار في الطاقة المتجددة وإنشاء شبكات نقل فعالة لتقليل انبعاثات الكربون.

من خلال فهم الروابط الوثيقة بين التعاليم الإسلامية واحترام البيئة، يمكننا أن نستمد إلهامًا لبناء مستقبل مستدام يأخذ بعين الاعتبار رفاهيتنا المشتركة وفطرة الأرض الأصلية.