الحمد لله، فيما يخص القلق الذي طرحته بشأن موقف زوج ابنتك، فهو بالفعل حالة مثيرة للقلق تتطلب تدخلا فوريا. تصريحاته حول طبيعة الصلاة والدعوة إلى ترك سنة النبي محمد ﷺ لصالح التركيز فقط على القرآن الكريم، بالإضافة إلى اعتقاده بأن يهود ونصارى صادقين سوف يدخلون الجنة -كل هذه الأمور تعتبر كفراً ومشابهة للأعمال التي تنص عليها النصوص الدينية باعتبارها خارجة عن دين الإسلام.
من الجدير بالذكر أن عدم توضيح التفاصيل الخاصة بصلاة المسلمين في القرآن يعد واحدًا من أهم الأدلّة على أهمية السنة النبوية كوسيلة لشرح وفهم تعليمات الكتاب المقدس لدينا. كيف يمكن لأوامر قرآنية واضحة بإقامة الصلاة أن تمر دون تقديم تعريف شامل لها من قبل الرسول ﷺ؟ وبالتالي، يتمثل دور السنة النبوية في شرح تفاصيل العبادات مثل كيفية القيام والصلاة وغيرها من جوانب الدين الأخرى. كما يؤكد الخطاب القرآني نفسه "أنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم"، وكذلك الأمر عندما يقول الله "وما أتاكم به الرسول فخذوه".
بالنظر إلى الوضع الحالي، يجب التأكيد مرة أخرى على ضرورة الاستمرار في محاولة هداية ابنتك ونصحها. حاول زيارة مكان تواجدها إن استطعت؛ إن حفظ النفس والعائلة من نار جهنم مسؤوليتنا جميعا وفقا لقوله عز وجل: "يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً". ولكن حتى لو كانت المحاولات مستمرة ولم يكن هناك تغيير نحو الأفضل، فأنت مطمئن علمياً بأن عبئ تحقيق الخير قد تم الوفاء به بشكل كامل وليس هنالك ذنب آخر يحمله أحد أفراد الأسرة الآخرين عنه. فالرسول صلى الله عليه وسلم قد قال:"بلغوا عني ولو آية."
وفي النهاية نتضرع للمولى القدير أن يرشدهما ويردهما لطريق الحق والخير.