الكنايات في الطلاق: تفاصيل حكمها وشروطها الواجب توافرها

اليوم سنتناول مسألة مهمة تتعلق بجانب حساس من جوانب الحياة الأسرية؛ وهي قضية الطلاق وكناياته. أولاً، يجب التوضيح بأن "الكنائيات" هي تلك العبارات التي ت

اليوم سنتناول مسألة مهمة تتعلق بجانب حساس من جوانب الحياة الأسرية؛ وهي قضية الطلاق وكناياته. أولاً، يجب التوضيح بأن "الكنائيات" هي تلك العبارات التي تحمل معاني متعددة وليست محددة بشكل واضح، كالقول "اذْهب إلى أهلِك"، والتي يمكن أن تشير إلى الانفصال ولكن ليس بالضرورة أن تعني الطلاق.

وفقًا للمذهب المالكي والحنفية والحنبلية والمدرسة الظاهرية، تعتبر الكنائيات في الطلاق صحيحة إذا كانت هناك نوايا صادقة للتطليق، بالإضافة إلى استخدام لغة واضحة ودالة على الطلاق مثل "طلقتك". أما بالنسبة للعبارات الغامضة غير الدقيقة، حتى لو حملت بعض الاحتمالات للطلاق، فلا يقع بهذه اللغة وحدها إلا إذا اقترنت بالنوايا الصريحة.

بالعودة لسؤالك الخاص حول العبارتين "ينشر لكم ربكم من رحمته" و"اللهم اخلف لي خيرا منها واخلف لها خيرا مني"، فإن الأولى لا تعد كناية عن الطلاق لأنها مجرد دعاء وليس له علاقة مباشرة بفكرة الفصل القانوني بين الزوجين. بينما الثانية قد تُعتبر نوعًا من الكنائيات بناءً على أقوال الفقهاء القدماء مثل الإمام أحمد بن حنبل، حيث إنها تشير ضمنيًا لفكرة الفرق بين طرفين وهو أحد معاني الطلاق الرئيسية.

لكن الأمر هنا يحتاج لشروط أخرى لتفعيل تأثير هذه الكلمات. سواء أكانت دعوة أم تهديدا، فلابد من وجود نية فعلية لدى المتحدث تجاه هذا التحقيق. فالنية تلعب دور هام جدًا في تحديد مدى ارتباط القصد بكلمة ما وحكميتها. إذًا، فإن قول "اللهم اخلف لي خيراً منها..." لن يؤدي لحصول طلقة واحدة بدون توفر شرط النيّة الصريحة بذلك أيضاً. وهذا يعكس حرص الإسلام على تجنب القرارات المؤثرة بطريقة غير مدروسة ومنطقية قدر المستطاع.


الفقيه أبو محمد

17997 مدونة المشاركات

التعليقات