هل البنات حسنات والبنون نعمة؟ فهم جديد لحكم شرعي قديم

في سؤال حول معنى الحديث الذي يقول: "البنات حسنات، والبنون نعمة"، نجد أن هذا القول ليس من كلام النبي محمد صلى الله عليه وسلم وليس ثابتاً عند الصحابة رض

في سؤال حول معنى الحديث الذي يقول: "البنات حسنات، والبنون نعمة"، نجد أن هذا القول ليس من كلام النبي محمد صلى الله عليه وسلم وليس ثابتاً عند الصحابة رضوان الله عليهم أيضاً. كما أنه غير معتمد لدى علماء المسلمين المعروفين مثل أبي منصور الثعالبي وابن عبد البر وابن مفلح رحمهم الله.

وعلى الرغم من أن البعض نسبت هذه المقولة إلى جعفر بن محمد وغيره من السلف، إلا أنها لم تصبح قاعدة شرعية لأنها تُروى بشكل متقطع وتفتقر إلى التواتر المستند إليه في الأحكام الدينية. بالإضافة إلى ذلك، تجدر الإشارة إلى أن الكثير منها يتم نسبته خطأ للسنة النبوية بموجب كتب تشيعية موضع شك بين أهل السنة والجماعة فيما يتعلق بصحتها ومصداقيتها.

ومهما يكن الأمر، فإن كل من أولاده - سواء بنات أم أبناء - هي نعمة عظيمة منحها الله لعباده، وهي موضوع شكر وثناء مستمر وفق تعليمات القرآن الكريم. قال سبحانه وتعالى: "يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء ذكورا". وبالتالي فإن اعتبار الأبناء عامة كنعم وإظهار وجه آخر للحسنات بغرض التربية والإرشاد هو أمر مرغوب به ويؤكد أهمية رضا الرب في تقديس كافة أفراد أسرتك بلا استثناء.

وتشير العديد من الأحاديث النبوية الشريفة أيضًا إلى مكانة واحترام البنات داخل المجتمع المسلم والمزايا الروحية المرتبطة برعاية الفتيات خلال فترة شبابهن حتى الزواج. وهذه النصوص تفوق بكثير أي تأويل لاحق يمكن تسويغه لهذه الفكرة المركزية التي تربط الخير المحتسب بالعناية بالأطفال مهما اختلفت جنسهم. لذلك يجب التأكيد دائماً على القاسم المشترك وهو محبة الخالق ومحبته لنا ولجميع خلقاته مما يدفعنا للتعبير عمّا نحمله تجاههن بالإمتنان والصبر والعطاء الغزير بدون مقابل نقدي! وهذا واضح جداً عندما نقرأ قوله عز وجل:"ومن آياته خلق السماوات والأرض وما بث فيهما من دابة وهو على جمعهم إذ يشاء قدير".


الفقيه أبو محمد

17997 مدونة المشاركات

التعليقات