إيمان الصحابة وأصول التوحيد: فهم أسماء الله وصفاته بلا تكييف أو تشبيه

في قلب العقيدة الإسلامية، يأتي الاعتقاد بإله واحد ذات أسماء وأوصاف كريمة. يدعو الإسلام المؤمنين إلى الإيمان بكل ما ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية

في قلب العقيدة الإسلامية، يأتي الاعتقاد بإله واحد ذات أسماء وأوصاف كريمة. يدعو الإسلام المؤمنين إلى الإيمان بكل ما ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة فيما يتعلق بأسماء الله وصفاته، بدون محاولة لتفسير طبيعة هذه الصفات بطريقة مادية أو تشبيهه بأي مخلوق آخر. إن إيمان المسلمين بهذا الجانب من توحيد الربوبية هو أساس الدين وقاعدة مهمة للإيمان.

يذكر الشيخ ابن تيمية رحمه الله أنه "ومن الإيمان بالله: الإيمان بما وصف به نفسه في كتابه العزيز، وبما وصفه به رسوله محمد صلى الله عليه وسلم، دون تحريف أو تعطيل، ودون تكييف أو تمثيل". أي أننا نؤمن بتلك الصفات الثابتة في الكتاب والسنة، دون تغيير دلالاتها الأصلية أو تصويرها بشكل مشابه للصفات البشرية.

ويستشهد الحديث النبوي الشريف بقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "وتفترق أمّتي على ثلاث وسبعين ملّة كلّها في النار إلا واحدة"، والتي أكّد عليها الرسول أنها هي التي يسير عليها وعلى صحابته الكرام. وهذا يعني أن طريق النجاة يكمن في متابعة سنة الرسول وتعاليمه كما فعل أصحابه رضوان الله عليهم. هؤلاء الصحابة كانوا نموذجاً يحتذى بهم في اعتناقهم لكل أسماء الله وصفاته دون تأويل خاطئ أو شبه بعوالم المدنسة.

وفيما يخص حقيقة تلك الصفات والعجز البشري عن فهم ماهيتها بكامل وجودها، فهو أمر واضح أيضاً. نحن نفهم معاني المصطلحات المستخدمة مثل السميع والبصير والعليم وغيرها، ولكن تفاصيل كيف تعمل هذه القوة الخارقة للعالم هي خارج حدود علمنا وفهمنا. إنها ليست فقط قضية خاصة بأسماء الله وصفاته، بل تتضمن كذلك جوانب حياتنا الأخرى الغامضة بالنسبة لنا كمخلوقات بشرية. لذلك نقر بوجود هذه الصفات مع العلم بأنه لا يمكننا تحقيق الفهم النهائي لها بسبب محدوديتنا الإنسانية.

خلاصة القول هي أن الطريق نحو السلام الداخلي والفهم الحق للدين يكمن في تبني طريقة الصحابة الكرام في التفكير والمعرفة. إن فهم واستيعاب أسماء الله وصفاته كما ذكرت في الوحي الإلهي، دون محاولة التلاعب بفرائضها الطبيعية أو المقارنة بها مع الخصائص المادية البشرية، يعد جزءًا حيويًا من رحلتنا الروحية نحو التعرف على خالق الكون عز وجل.


الفقيه أبو محمد

17997 مدونة المشاركات

التعليقات