المثقفون وأصنافهم :
-(المثقف العنتري) ، الذي لا يعجبه شيء وصدامي وسوداوي ، ومعاركه كثيرة لا تنتهي ، ويصرح بقراءاته ودوما تكون كتباً جادة حادة جدلية ، يرى بأن من الخيانة حصر الثقافة في النخب وارتفاعها عن واقع الناس ، تستهويه الثوريات الفكرية والنضالية، وفي الغالب لا يعتني بوسامته
-(المثقف الاسترخائي) ، الذي يريد الوقوف دوماً على الحياد والبعد عن صخب الصراعات ويكثف من الأفكار المحببة عند الجميع ، قراءاته تدور حول النصوص والفن ، مكتبته مرتبة الشكل ، يُكثر من الاقتباسات ويراها تمثله وتعبر عنه ، له مزاج في المشروبات الساخنة وغالباً قهوة مختصة
لا يكتب شيئاً لحظياً إلا أن يكون مدروساً ، محافظ على لياقته النفسية ، ويعتني بوسامته لكن باعتدال
-(المثقف الهوياتي) ، الذي له هوية واضحة المعالم ، ينشرها ويدافع عنها باقتدار ، تسيطر عليه فكرة صراع الخير والشر في كل التفاصيل ، يعي أنه صاحب رسالة ، يحاول التوفيق بين رسالته والواقع
فيفشل أحياناً لكن لا ييأس ، كثير القراءة البحثية ، ومشغول دوماً بنفع الناس من نافذة المعرفة ، لا يدخل في نقاشات ، مهتم بعائلته ، ويعجبه التخطيط وإعداد قوائم الكتب
-(المثقف التأملي) الذي يتصرف كالسطحيين حتى لربما تنفي عنه صفة المثقف من فرط تراهاته في دوائر البسطاء
يخفي قراءاته رغم كثرتها فهو يرى أن لا فائدة من ذلك ، يتمتع بعلاقات لا صلة بينها ، فالملحد والقومي والنسوية أصدقاء له ، يقف معهم على مسافة ، ذكي في إدارة حواراته ، لا يقتبس في كتاباته ، ويكتب من رأسه مباشرة ، قادر على الدفاع عن أفكاره باقتدار ، يميل للمناهج المعيارية والفنون