- صاحب المنشور: عبد الخالق الشرقاوي
ملخص النقاش:منذ عقود طويلة، يشكل التعليم المحور الأساسي لتنمية المجتمعات العربية. ورغم التقدم الذي شهدته بعض دول المنطقة في مجال البنية التحتية للتعليم، إلا أن الجودة الفعلية لهذا القطاع تبقى محل نقاش مستمر. تواجه الأنظمة التعليمية في العالم العربي العديد من التحديات التي تؤثر على فعالية العملية التعليمية وأدائها. هذه التحديات تشمل نقص التمويل الكافي، عدم كفاية التدريب للمعلمين والمعلمات، تقادم المناهج الدراسية وعدم مواكبتها للعصر الحديث. بالإضافة إلى ذلك، هناك مشكلة انتشار الأمية بين شرائح واسعة من السكان والتي تعتبر عائقاً أساسياً أمام تطوير مجتمع قائم على المعرفة.
فيما يتعلق بالنظام التربوي نفسه، تركز معظم الوزارات المسؤولة عنه بشكل كبير على تقديم خدمات تعليمية رسمية ولكنها غالبا ما تفشل في تحقيق نتائج حقيقية وملموسة. إن التركيز الكبير على الامتحانات النهائية والتقييمات الشاملة يؤدي غالبًا إلى تسطيح المحتوى الأكاديمي ويقلل من رغبة الطلاب الحقيقية في التعرف أكثر حول موضوع معين. كما يواجه طلبة الجامعات أيضًا عراقيل مثل الافتقار لمرافق البحث العلمي المتطورة وضعف فرص العمل بعد الانتهاء من دراستهم العليا.
التوصيات نحو تحسين الوضع الحالي
- زيادة الاستثمار الحكومي: تحتاج الدول العربية إلى زيادة الإنفاق العام على التعليم بنسبة كبيرة لتوفير موارد أفضل للتدريس والمواد المدرسية وغيرها مما يساهم بطبيعة الحال بصقل قدرات القوى البشرية المنتجة داخل البلاد.
- تحديث المناهج وفقا للاحتياجات الحديثة: يجب مراعاة توجهات سوق العمل العالمي وعولمة المعلومات عند تصميم الخطط التعليمية حيث ان هذا لن يجعل خريجي الجامعات مؤهلون لسوق العمل فحسب بل سيرفع ايضا مستوى التحصيل الثقافي لدى الشباب وبالتالي سيضع صورة ايجابيه لهم?
- إدخال تكنولوجيا ذكية: يمكن استخدام التقنيات الرقمية لإنشاء بيئة تعلم جديدة ومتفاعلة تساعد الطلاب على فهم المواد المعقدة وفهم الأفكار المرتبطة بها بشكل عميق والاستعداد للمنافسة العالمية المستقبلية باستخدام أدوات الموازنة الخاصة بهذه الأدوات
- برامج تدريبية دائمة للمعلمين: يعد النهوض بمستويات خبرتهم أمر بالغ الأهمية لأنه سوف يدعم تأهيل طلابه الذين هم نواة لبناء مجتمع مثقف وعنده القدرة علي حل المشكلات .
- تشجيع ثقافة القراءة واكتساب المهارات اللغوية والحاسوبية: ينصح بأن يتم التشديد عليها منذ مراحل الروضة وإعدادي وثانوي حتى تكون خياراً قوياً ومفضلاً لكل فرد عربي وهو أيضا مفتاح مهارات التواصل الفعال وقدرته الشخصية والإبداعات الأخرى عبر مختلف المجالات المختلفة.
هذه المقترحات ليست مجرد خطوط عامة وإنما هي توصيف متكامل لحلول واقعية ستساعد بلا شك لو دُرِست وجُرِّدت واستثمرت جيدا بتطبيق فعالٍ وسريعٍ جدًّا خلال السنوات القليلة المقبلة قبل الوصول لمرحلة فقدنا الفرصة فيها تمامًا ولم تعد قابلة للإصلاح مجددآ!