قبل فترة إلتقيت بصديق قديم تجمعني به ذكريات الدراسة الجامعية، كان لقانا دون سابق موعد أشبه بالصدفة مع مواتاة الظروف بأن نقعد نتحادث وكأننا لم ننقطع، ثم فجأة كان يبتسم ويقول: في خاطري أشاركك بموقف حصل معي وما تحدثت به عند أي شخص. محتاج أفضفض به، فابتسمت وقلت : خبرني،قول!

١/٧

"قبل سنة جارنا اللي استأجر البيت اللي جنبنا كان في الدوام بمسقط، ويرجع نهاية الأسبوع، ووضعهم المادي صعب حسبما فهمت منه وشفت أوضاعه، بس هو طيب كثير وعنده ولدين وبنت وكلهم أطفال أكبرهم عمره ٧ سنين، ولأن البيوت قريبة من بعض ويفصلها جدار كنت في الحوش وسمعت ولده يصيح ويقول جوعان.

٢/٧

أمه من صوتها متضايقة ومعنى كلامها أن البيت فاضي بدون أكل وما عندها فلوس" أبوك ما خلى فلوس"، كان صوتها واضح عليه التعب وقلة الحيلة. شفت الساعة وكانت ٧ المغرب، بسرعة لبست دشداشتي وطلعت من البيت لأقرب سوبر ماركت، اشتريت كل شيء يخص الإفطار والغداء والعشاء، كنت أسرع في التسوق..

٣/٧

حتى ما يناموا بجوعهم، شحنت سلتين، كنت أحط الأغراض بدون تفكير بالقيمة حتى، كان منتصف الشهر والرواتب بعيدة وأكيد بيحتاجوا للأكل لأسبوعين، بعد ساعة وربع تقريبا خلصت وكان كل همي ما حد يشوفني وأنا أحط الأغراض والحمدلله هذا اللي حصل. دقيت الباب:من هناك؟

• فتحي الباب أنا فلان جارك.

٤/٧

تفتح الباب، وبسرعة أنزل الأغراض إلى داخل الباب وهي مبتعدة وتشوف بصمت، كانت تقول"من هين ذا؟" ، وأنا أنزل بسرعة وبعدما خلصت كنت أقول لها : الله يفرجها عليكم وتأكدي ما حد يدري غير رب العالمين.

بعدها سكت وقال: كانت تدعي لي وجسمي فيه رعشة، كان الشعور غريب ما أعرف أوصفه حتى!

٥/٧