بالنسبة لسؤالكِ الكريم، فإن حالة الإخوة الشيعيين الذين لديكِ قد تُشكل تحديًا خاصًا لكِ بسبب مرضكِ بالوسواس القهري والخوف مما يمكن أن يحدث. إليكِ النصائح التالية بناءً على الأحكام الشرعية:
أولاً، فيما يتعلق بالعلاقة مع إخوتكِ الشيعيين، لا يوجد دليل شرعي يدل على عدم جواز التعامل معهم مطلقًا. إن الإسلام يدعو إلى الرحمة والمودة تجاه جميع الناس، بغض النظر عن معتقداتهم الدينية. النبي محمد صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله يحب اللين في الكلام والعطاء" (رواه أحمد). لذلك، يمكنكِ المحافظة على علاقة مودة وألفة مع إخوتكِ طالما أنها لا تشمل مواجهتك لهُم بالأمور التي تزعزع عقيدتكِ أو توسوس بها. حافظي على حدودكِ وتجنبي المواضيع الخلافية التي قد تؤدي إلى الجدال.
ثانيًا، بشأن الدعوة إلى التوحيد، يُعتبر الأمر المستحب شرعًا هو دعوة الآخرين إلى دين الحق عندما تكون الظروف مناسبة وممتازة. ومع ذلك، يجب عليكِ توخي الحذر وعدم المجازفة بصحتك النفسية والعقلية. إذا كان مجرد التفكير في هذه الأمور يؤثر بشكل سلبي على نفسيتكِ ويسبب اضطرابًا نفسيًا، فقد يكون من الأفضل التركيز أولاً على علاج وساوسك القهرية قبل البدء في مثل هذه المهمة العظيمة. يمكنكِ الاستفادة من دعم مختص نفسي لمساعدتك على إدارة مشاعر الخوف والوساوس المرتبطة بهذه المسألة.
في النهاية، اعلمي أن رعاية صحتكِ النفسية مهمة للغاية وتتماشى مع تعليمات الدين الإسلامي الذي يشجع على الحرص على الصحة العامة للإنسان جسديًا ونفسيًا وعقليًا. ادعي لأخواتكِ بالهداية وحسن الفهم واستمري في طلب العلم والمعرفة بما يفيد دينكِ ودنياكِ.