مساء الخير.
رأيت صورةً لابن أختي الصغير وهو ذاهبٌ إلى المدرسة في أول يومٍ دراسي له.
كان يلبس بدلةً رسمية؛ قميص وبنطلون وجاكيت رسمي وجزمة زواجات وربطة عنُق؛ وأنا على عمري هذا لم ألبس حتى حزام البدلة.
الأطفال الجدد محظوظون؛ يعيشون الأشياء التي لم نكن نراها إلا في القناة السعودية الثانية.
وكان مُعلقًا على كتفه حبل مصنوع من الجلد وفي آخر الحبل صندوق مربع صغير ملوّن حلو، وهذا الصندوق يسمونه: "لنش بوكس"، ولو قلت لهم أن اسمه صندوق غداء، لصاحوا عليك: اسكت اسكت لحد يسمعك ياصندوق غداء.
وهذا الصندوق لاتسمح مدرسته أن يُوضع به أي أكل؛ بل أصبحوا يهتمون بصحة الطفل ويخافون عليه ويمنعون الأكل الذي يَفسد والسكريات والغازيات.
رحم الله عندما كانوا لا يبيعون في مقاصفنا إلّا مايسد الشرايين الأورطية لدى الأطفال.
وأعظم شيءٍ منعوه في صندوق الغداء هذا هو سندوتشات البيض.
كان لدينا صديق مصري في المدرسة أمه تحبه وهو يحب سندوتشات البيض، فالمُحبّة تفعل لحبيبها مايُحبّ مرةً مسلوقًا ومرةً مقليًا ومرةً كِلاهما.
إذا فتح شنطته كأنّ شخصًا رمى قنبلةً غازية مُسيلةً للدموع وسط الفصل.
