قصتي مع شبكة الجزيرة.. الزول والزول الآخر
"أين ترى نفسك بعد خمس سنوات؟". لا أحب هذا السؤال السمج. لا في مقابلات العمل ولا في غيرها. ولكن دعوني أشارككم هذه القصة الشخصية، فلعلها تكون ملهمةً لشخص ضاقت به حلقات مسلسل حياته حتى ظن أنها لن تفرج.
في ديسمبر 2017 (قبل خمس سنوات بالضبط) كنتُ في زيارة للدوحة لأول مرة في حياتي. ولأنني لطالما أحببت قناتَيِ الجزيرة وسبيستون بسبب عشقي للغة العربية، قررتُ أن أزور مبنى الجزيرة، ظنًّا مني أنها وكالة من غير بواب!
من أين أتتني الثقة لأُوَلي وجهي شطر إحدى أهم مؤسسات الدولة القطرية وأكثرها حماية أمنية وأنا حرفيا لا أعرف أي زول هناك؟
ولعلي استخدمت كلمة "زول" لأن أول من قابلني كان فعلا (زول سوداني). وهو أحد حراس الأمن المدججين بالـ أي شيء. يا إلهي! هل أنا عند مبنى الجزيرة أم داخل على الكرملين!
ولكن من وراء كل ذلك العتاد الأمني المهيب الذي كان يحيط برجل الأمن، تسللت إليَّ منه ابتسامة سودانية بشوشة وسؤال بنبرة لطيفة:
"أهلا يا حبيب.. مرحب بيك" يجيبني رجل الأمن بعد أن بدأته بالسلام.
لا أخفيكم سرًّا، ابتسامته سهلت علي أن أتجرأ لأعرض عليه سبب حضوري لمبنى الجزيرة. عندها قلتُ له بلهجة سودانية بائنة وواضحة كوضوح شمس أم درمان في عز الظهر: "أنا والله جاي هنا بس زيارة". ظنًّا مني أن أسلوب (الزول والزول الآخر) سيشفع لي بدخول مبنى قناة (الرأي والرأي الآخر).