عن (طز) الماغوط و(زمن شعر) أدونيس?
.
عندما سُئل الماغوط في آخر مقابلة تليفزيونية له على قناة الجزيرة عن "القافية" قال:
((بالنسبة للقافية ماقافية ماكانت تعني لي شِيء..بدال مادوّر قافية تِركب على البيت..بدّي كِندرة ألبسها بدّي رغيف آكلوه بدّي محل نام فيه.."طز" شو هالمِشِكلة!؟)) https://t.co/eZ9B0nugZN
1-
لم أستوعب هذه "الطز" بشكلها الواضح تماماً ? إلا بعد أن وصلت إلى هذا المقطع من حديث أدونيس في كتابه الرائع " زمن الشعر"..:
أولاً- الناحية الفنية: القصيدة العربية القديمة مجموعة أبيات، أي مجموعة وحدات مستقلّة متكررة لا يربط بينهما نظام داخلي، إنما تربط بينها القافية.
2-
وهي قائمة على الوزن، والإيجاز طابعها العام.
مقابل هذه القصيدة العربية التقليدية التي لا تزال مستمرة، بشكلٍ أو بآخر، حتى اليوم، تنهض القصيدة الجديدة. وإذا أردنا أن نقارن بينهما نجد أنّ الأولى، إذ تقوم على وحدة البيت المتكرر المستقل، وعلى القافية التي تنظم هذه الوحدة المتكررة،
3-
وإذ تلتمس جماليتها، بالتالي، في جمالية البيت المُفرد، فإنّ القصيدة الجديدة وحدة متماسكة، حية، متنوعة وهي تُنقد ككلٍّ لا يتجزأ، شكلاً ومضموناً. والقصيدة التقليدية صناعة ومعانٍ، بينما الجديدة تجربة متميزة. والتقليدية لغة ذوقٍ عام وقواعد نحوية وبيانية، والجديدة لغة شخصية.
4- ولا ضير في تكرار المعاني بالنسبة إلى مفهوم القصيدة التقليدية، إذا كانت صياغتها جيدة، في حين أن الفرادة وجدة الرؤيا من أهم عناصر القصيدة الجديدة. والقصيدة التقليدية قائمة على الوزن السهل، المحدد المفروض من خارج، بينما تقوم القصيدة الجديدة على الإيقاع، والإيقاع نابعٌ من الداخل