- صاحب المنشور: زليخة بن لمو
ملخص النقاش:
مع تطور التكنولوجيا وانتشار شبكات الإنترنت والوسائل الاجتماعية مثل تويتر وفيسبوك وإنستغرام، حدث تحول جوهري في الطريقة التي يتلقى بها الناس المعلومات ويشاركونها. وهذا التحول لم يؤثّر فقط على طريقة تلقي الأخبار والحوار المجتمعي ولكن أيضاً شكلته بالكامل. لقد غيرت هذه المنصات الرقمية المعايير التقليدية للإعلام، حيث أصبح الرأي الفردي يمكن أن يصل إلى ملايين الأشخاص بنفس سرعة المنشورات الرسمية.
تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على صدقية الأخبار
أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي مصدرًا رئيسيًا للأخبار بالنسبة للكثيرين حول العالم. وفقًا لدراسة أجرتها مؤسسة Pew Research Center عام 2021، اعتمد أكثر من ثلث الأمريكيين على الشبكات الاجتماعية للحصول على أخبارهم خلال جائحة كوفيد-19. بينما يوفر هذا الوصول سهولة حقيقية، إلا أنه أدى أيضًا إلى انتشار الشائعات والأخبار الكاذبة بسبب سهولة مشاركة المحتوى بدون التأكد منه. وهذا الواقع يعكس حاجة ملحة لتطوير استراتيجيات أفضل للتحقق من الحقائق واستيعاب الدور المتزايد لهذه الوسائل في تشكيل المناظر الصحفية العالمية.
دور التكنولوجيا في إعادة تعريف "المؤلف"
في عصر البث التدفقي للمحتوى وأدوات تحرير الفيديو الاحترافية ذات الأسعار المعقولة، أصبح بإمكان أي شخص تقريبًا إنتاج محتوى عالي الجودة ومشاركته عبر الإنترنت. وقد خلق ذلك تحديًا جديدًا لصناعة الإعلام التقليدية، والتي كانت تعتمد تاريخياً على نظام مركزية القوي الواحد الذي يقوم بالإنتاج والنشر. الآن، مع وجود العديد من الناشرين المستقلين الذين لديهم القدرة على إنتاج مواد صحفية عالية الجودة مباشرة للمستهلكين، فإن طبيعة العلاقة بين المبدع والمستهلك تتغير جذرياً.
الاتصال الشخصي: الأصوات المحلية وتفاعلها con global conversation
تساعد الأدوات الرقمية الحديثة الأصوات الصغيرة في الصعود فوق الضجيج العام. ومنصة Periscope إلى Buzzsprout، يمكن لأي فرد أو مجموعة استخدام التكنولوجيا لإطلاق محادثاتها الخاصة وصقل مجموعتها الخاصة من الجمهور. وبالتالي، يتم تعزيز الاهتمامات المحلية والقضايا الخاصة بالمناطق المختلفة بطرق جديدة لم تكن ممكنة سابقاً. بالإضافة إلى ذلك، تجمع هذه المنصات بين مجتمعات مختلفة مما يخلق بيئة للتبادل الثقافي والمعرفي غير مسبوق.
وفي المجمل، يبدو مستقبل الإخبار والعلاقات العامة مشوباً بالتغيرات الحاسمة. ورغم العقبات المرتبطة بالأمان والثقة، تبدو الفرص مفتوحة أمام تبادل الأراء والتواصل العالمي بتعدد الأصوات بشكل لم يحدث منذ البداية. يجب على المؤسسات الإعلامية والشركات العلاقات العامة الاستعداد جيدا والاستجابة لمتطلبات هذا النظام الجديد، سواء كان الأمر يعني تطوير قدرات داخلية للاستخدام الأمثل للتكنولوجيا أم زيادة التعامل مع الخبراء الخارجيين المتخصصين في إدارة الرأي العام والإعلام عبر الانترنت.