تأثير التكنولوجيا على الصحة العقلية: تحديات جديدة وعواقب غير متوقعة

مع استمرار تطور وتزايد اعتمادنا المتزايد على التقنيات الحديثة، أصبح تأثيرها الواسع الانتشار واضحًا حتى في مجالات لم يكن يتوقعها الكثيرون. واحد من أكثر

  • صاحب المنشور: إكرام بن ساسي

    ملخص النقاش:
    مع استمرار تطور وتزايد اعتمادنا المتزايد على التقنيات الحديثة، أصبح تأثيرها الواسع الانتشار واضحًا حتى في مجالات لم يكن يتوقعها الكثيرون. واحد من أكثر هذه المجالات حساسية هو الصحة العقلية. إن استخدام الرقمي المستمر والانغماس في العالم الافتراضي قد أدى إلى مجموعة معقدة من التأثيرات الإيجابية والسلبية على رفاهيتنا النفسية والعاطفية.

الإيجابيات والتفاعل الاجتماعي

من ناحية إيجابية، سمحت لنا التكنولوجيا بإعادة تعريف المفاهيم التقليدية للتواصل الاجتماعي وتمكين الناس الذين يعانون عادةً من عزل اجتماعي أو محدوديه في الوصول إليها. يمكن للشبكات الاجتماعية والألعاب عبر الإنترنت والمنتديات الداعمة توفير فرص للتفاعل والمشاركة التي كانت مستعصية سابقاً. هذا ليس مفيدا فحسب للأفراد المعزولين اجتماعياً ولكنه أيضا يساعد الأشخاص المصابين بأمراض مثل القلق واضطراب الوسواس القهري حيث يعتبر الحفاظ على العلاقات الشخصية أمراً شاقا للغاية.

الضغط الإلكتروني والإرهاق الذهني

ومع ذلك، هناك أيضاً جانب مظلم لهذه الثورة التكنولوجية الجديدة. يؤدي الانشغال الدائم بالجوالات وأجهزة الكمبيوتر المحمولة وغيرها من الأجهزة إلى حالة تُعرف باسم "الإرهاق الذهني"، وهو شعور بالإحباط والإرهاق الناجم عن المعلومات الزائدة وتعقيداتها اليومية المنبثقة من الحياة الرقمية. بالإضافة لذلك، فإن المقارنة بين الذات وبين الآخرين بسبب عرض حياة مثالية ومُعدّلة برمجيا عبر وسائل التواصل الاجتماعي تعتبر عاملا رئيسيا في زيادة مشاعر اليأس وعدم الرضا لدى الشباب والشرائح العمرية المختلفة.

تعديل النوم واضطراباته

ثم يأتي عامل آخر يتمثل بتأثير التكنولوجيا على نوعية نوم البشر. تساهم الشاشات الزرقاء الصادرة عن الجوالات والحواسيب بشدة في خلل دورتي الساعة البيولوجية والنوم الطبيعية مما يزيد احتمالية التعرض لأرق وأرقام عالية لحالات الاكتئاب النفسي كونه أحد الأعضاء الأساسيين لصحة الإنسان العامة.

البحث عن الحلول المحتملة

في حين أنه من الصعب تجاهل الفوائد العديدة التي جلبتها التكنولوجيا للعالم الحديث فيما يتعلق بصحة الأفراد، إلا أنه ينبغي علينا النظر بعناية أكبر لتقييس الاستخدام الأمثل لها للحماية ضد آثارها الجانبية المضرة خصوصاً تلك الخاصة بحالة الصحّة العقليّة للإنسانيّة جمعاء حول الكوكب. ويمكن تحقيق ذلك باستخدام تقنيات فعالة لمساعدة المستخدمين علي إدارة الوقت الخاص بهم كما ذكر سابقا ، بالإضافة إلي ضرورة وجود سياسات وقوانين رقابية تحكم نشاط وسائل الإعلام الرقمية حتي نتجنب الوصول لمرحلة خطرة تهدد حياتنا جميعا .

هذا ملخص مبسط للموضوع محل نقاش والذي يستحق بالتأكيد المزيد من الدراسة والاستقصاء العلمي لإصدار أحكام دقيقة واتخاذ قرارات عبقرية بناء عليها نحو مستقبل أفضل لكل المجتمعات الإنسانية بلا أي تمييزٍ أو اختلاف.


عزة المنور

8 مدونة المشاركات

التعليقات