بالطبع! إنّ ذكر الله - سواء بالتلفظ منه أو التفكير العميق فيه - يعد عبادة عظيمة تحمل العديد من الفوائد الروحية والمعنوية. ومع ذلك، فإن الذكر الكامل والمُتأمل للقلب يلعب دوراً أساسياً في تحقيق هذه الفوائد المثلى. وفقاً لأهل العلم، يجب على المسلمين اتباع نهج شامل لدى أداء هذه العبادة؛ حيث يساهم التقارب بين لسان المرء وقلبَه في زيادة إيمانه وخوفه من الرب عزوجل. وبالتالي فإن "تكرار" الشهادة أو الاستغفار ليس كافياً لوحده لتحقيق كل المكاسب المرتبطة بالذكر. رغم ذلك، فإن حرص الفرد على تحويل لسانه لحركة دائمة نحو مدح الله والتضرع إليه يستحق تقدير وثناء كبيرين حتى عند غياب التركيز العقلي الكامل. وهذا يعني أنه سيُثمّر العمل بتقديره الخاص بغض النظر عن مستوى انخراط النفس البشرية. وفي نهاية المطاف, يبقى لنا جميعا هدف واحد وهو طلب رضا الواحد الديان سبحانه وتعالى والذي لن يُخيب آماله أبدا ممن سعوا لإرضائه حقا وصفا مهما اختلفت طرق تلبيتهم لرغباته المقدسة.
الفقيه أبو محمد
17997 مدونة المشاركات